Abstract

تعد ظاهرة الاقتراض من أبرز الظواهر اللغوية التي تكاد تطرد كل لغات العالم، وهي التي تقوم بين اللغات من خلال استعارة بعضها من بعض عناصر لغوية؛ صوتيةٍ لفظيةٍ وصرفيةٍ وإعرابيةٍ، ولا سيما من ناحية الألفاظ، باعتبار أن هذه العملية تسهم في إثراء اللغة المنقول إليها وتطويرها؛ من خلال جعل تلك الألفاظ جزءً لا يتجزأ في قاموس اللغة المتلقية. واللغة التاميلية التي اللغة الأم لمعظم مسلمي سريلانكا ليست خارجة عن هذه الظاهرة، بل من خلال احتكاكها باللغة العربية أدخَلت إلى قاموسها ألفاظًا عربيةً، ولهذا فإن الدراسة تهدف إلى الكشف عن دوافع الاقتراض اللغوي اللفظي في اللغة التاميلية من العربية، وكذلك تسليط الضوء على نماذج من الكلمات المقترضة بقصد تحديدها وفق أنواع الاقتراض اللغوي التي أشار إليها علماء اللغة المحدثون، فضلا عن تصنيف تلك الكلمات على حسب الموضوعات. ولتحقيق الأهداف المنشودة يعتمد الباحثون على منهج الملاحظة الذي يتمّ بالمراقبة الدقيقة لظاهرة الاقتراض اللفظي في التاميلية من العربية في تعاملات لغوية لدى مسلمي سريلانكا، وكذلك المنهج الاستقرائي لمحاولة تتبع نماذج مقترضةٍ لغويةٍ تضمنتها الكتب الإسلامية التاميلية المكتوبة بالحروف العربية. توصلت هذه الدراسة إلى نتائج مهمة، ومنها: أن هناك دوافع خاصة أدت إلى اندماج الكلمات العربية في التاميلية، بجانب الأسباب العامة التي ترجع إليها استعارة أي لغة من لغة أخرى، وكذلك فإن التاميلية اقترضت أحيانا من العربية كلماتٍ واستخدمتها على حالها دون أي تغيير في صيغتها وصوتها؛ وهو ما يسمى الاقتراض الكامل، وأحيانا أخرى ظلت الكلمات المقترضة متأثرةً بالنظام الصوتي للتاميلية؛ وأُطلِق عليها اقتراضا معدّلا، وأيضا يمكن تصنيف النماذج المقترضة على عدة موضوعات: دعوية، ودينية، وفقهية؛ وعقدية وغير ذلك.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call