إنَّ هذه الدراسة تتضمن أثر اللغة وأهميتها في فهم وتفسير النصوص الشرعية في القرآن الكريم، وكيفية ستنباط الأحكام الشرعية للمسائل الفقهية، وما استدلال الفقهاء وعلماء التفسير باللغة لأثبات حجتهم ولدعم وتقوية آرائهم. وقد تم تناول آية الوضوء في القرآن الكريم نموذجاَ لهذه الدراسة ، حيث عرضنا في المبحث الأول مسألة دخول المرافق في غسل اليدين عند الوضوء ودخول الرجلين كذلك، فقد بينت الدراسة في مبحثها الأول اختلاف العلماء في معنى ( إِلَى ) في قوله تعالى (إِلَى الْمَرَافِقِ ) وقوله تعالى(إِلَى الْكَعْبَيْنِ )، وذكر آراء الفقهاء في دخول المرافق والرجلين في الغسل عند الوضوء، واعتمادهم على اللغة في توجيه الأدلة التي استندوا عليها لدعم آرائهم في المسائل الخلافية. كما تضمن المبحث الثاني المقدار الواجب مسحه من الرأس في الوضوء عند الفقهاء عن طريق استدلالهم باللغة لتحديد معنى الباء في قوله تعالى (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ). وتناول المبحث الثالث توجيه قراءة (أَرْجُلَكُمْ ) في قوله تعالى ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ (المائدة / 6). إذ تضمنت الدراسة أثر هذا التوجيه في إصدار الحكم الشرعي المتعلق بالرجلين، في وجوب غسلهما أو الاكتفاء بمسحهما فقط، فكانت نتيجة الدراسة أن اللغة لها أثر وأهمية كبيرة في فهم التفسير القرآني لكي تصدر الأحكام الشرعية، و عدم استغناء الفقه عن اللغة عند إصدار الحكم الشرعي بل اللّغة من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها العلماء في القضايا والمسائل الشرعية والفقهية وفي تفسير الآيات القرآنية الكريمة.