Abstract

يُعَدُّ فن الصور الشخصية (البورتريه) Portrait من أبرز فروع الفنون البصرية الثرية بالإبداعات التعبيرية، ومن أكثرها دلالةً على ملامح الهوية القومية، سواء من خلال تعبيرات الوجوه، أو من خلال ارتباط بعض القَسَمات ذات الصفات العِرقيّة المميزة بالموروث الثقافي والشعبي لتركيبة حضارية معينة، فضلًا عن أنماط الزينة، وطُرُز الأزياء المكملة للبورتريه. وبالإضافة لأثر الاعتبارات السابق ذكرُها في إثراء أفكار فناني البورتريه، ورفدهم بذخيرة بصرية قابلة لمعالجات لا تُحصى، وصياغات قابلة للانفتاح على كافة الاتجاهات والأساليب الفنية، والأداءات التقنية، في مختلف مجالات الفن، فإنها تمثل كذلك مصادر مهمة لإعادة البحث في ملامح الهوية البيئية، والثقافية، والعرقية، بما يرتبط بها من رموز ودلالات. لذا، كان تناول فن البورتريه من هذه الزاوية مبحثًا قابلًا للكشف عن بعض أهم الدوافع التي تؤدي لاستلهام الفنانين موضوعات وأفكار ذات صلة وثيقة بفن الصورة الشخصية، وكذا لتوضيح الكيفيات التي من شأنها أن تتضمن تلك الأعمال في طياتها قِيَمًا تتجاوز المستوى الجمالي الظاهري، إلى مستوىً أعمق يرتبط بمفهوم هوية كإطار عام لكل ثقافة ذات خصوصية. ويركز هذا البحث بصفةٍ أساسية على أعمال الصورة الشخصية المنفذة عن طريق بعض وسائط فن الحفر والطباعة (الجرافيك) Printmaking؛ إذ يهدف إلى مُقاربة بعض أبرز الخصائص الجمالية لفن الصورة الشخصية المعاصر في سلطنة عُمان – والذي يستعمل الباحثون تعبير (البورتريه العماني) للإشارة لها في البحث – وذلك من خلال تحليل مجموعة من الأعمال الفنية الطباعية، التي أنتجها عددٌ من طلاب قسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، في مقرر الحفر (الجرافيك).

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call