Technology and identity formation in the performance of the Iraqi theatrical actor

Abstract

تقوم التجربة المسرحية على عناصر رئيسة من الواجب توفرها، ولا بد لهذه العناصر أن تنصهر في قالب فني إبداعي لإنتاج دلالاتها المرجوة، عن طريق التشكل السمعي بصري في فضاء العرض، ويمثل الأداء التمثيلي العنصر الرئيس، بوصفه فعلا درامية ينطلق من مرجعيات إنسانية وإجتماعية ليحقق حضوره في ذهن المتلقي، وهو بلا شك؛ الفعل الإنساني الذي يحمل هموم مجتمعه وتطلعاته على خشبة المسرح كمقترحات فنية وجمالية. ومما لا شك فيه، إن الأداء التمثيلي يعد الركيزة الأساس التي تبنى وتتشكل في ضوئها العناصر الأخرى، وإن هذه العناصر فضلا عن الأداء، يجب أن تتضافر لتحقيق الصورة الفنية التي تحقق حضورها كفعل نقدي يسعى لتطوير المجتمع، وإن تشكل الصورة تبنى على وفق افتراضات متعددة، أهمها: الهدف الإنساني، والوسائل والمهارات الفنية المتاحة لتحقيق ذلك الهدف، فأما أولها؛ كان الإنسان وما زال يبحث عن وجوده المحض، وظل يسأل منذ القدم حتى يومنا هذا (من أنا؟ وكيف يمكن تعريفي؟ وكيف أحقق ذاتي؟) وإنما هذه الأسئلة تؤكد توق الإنسان المستمر لتحقيق هوية خاصة به، هوية فردية وجماعية مع مجتمعه في الوقت ذاته. أما ثانيها؛ فإن الوسائل والأدوات والمهارات المسرحية في تطور مستمر -هذا ما يثبته التاريخ- وإن المسرح حاول منذ وجوده الأول الإفادة من هذه الوسائل بعصورها المختلفة، سواء القديمة منها أم الجديدة، ولعل أقرب توصيف للعصرنا الراهن هو عصر التكنولوجيا، وما أفرزته من وسائل جديدة على المستويات المعرفية والتطبيقة كافة، وإن الفنون بشكل عام والمسرح على وجه الخصوص، عمل على استخدامها بما يخدم حضور فعله الفني اجتماعيا. بناءً على ما تقدم، أختار الباحثان عنوان هذا البحث الموسوم (التقانة وتشكل الهوية في أداء الممثل المسرحي العراقي) الذي يمكن تلخيص مشكلته بالاستفهام الآتي: (ما هو دور التقانة في تشكل الهوية؟ وكيف هو تأثير جدلية العلاقة المنجزة بين التقانة والهوية في أداء الممثل المسرحي العراقي؟)وتقع أهمية هذا البحث بتسليط الضوء على دراسة تشكل الهوية في أداء الممثل المسرحي على وفق ضرورات التقانة، والكشف عن دور التقانة في تشكل الهوية بوصفها أداة معاصرة للاتصال والتواصل، فضلا عن إفادة الباحثين والمختصين في الشأن المسرحي بالمعلومات التي تعينهم على فهم اشتراطات وجود التقانة وتوظيفها في العرض المسرحي بشكل عام، وعلاقتها بأداء الممثل على وجه الخصوص. ويهدف البحث الى التعرف على طبيعة العلاقة بين التقانة والهوية والكشف عن جدليتها الفاعلة في بلورة الأداء التمثيلي للممثل المسرحي العراقي.