Resisting Biopolitics: Social Body as a Main Factor

Abstract

تهدف الورقة إلى توضيح مفهوم مقاومة السياسات الحيوية من خلال تتبعه عند الفيلسوف ميشيل فوكو، وإبراز دورها كعنصر، يستطيع من خلاله الجسد الاجتماعي مواجهة تطبيقات السياسات الحيوية القائمة على إدارة الحياة، وضبط البشر. كما تهدف أيضاً إلى الكشف عن دور الجسد الاجتماعي في عملية المقاومة، سواء من خلال المناعة، أو المواجهة القصدية. تتمحور مشكلة الورقة في عدم وضوح أشكال للمقاومة في حالة السياسات الحيوية. حيث تختلف هذه السياسات من خلال أساليبها في ضوء العمليات الخفية والناعمة، التي تتضح عندما تلعب السياسات الحيوية دورًا كسياسة تشريح تركز على الجسم كآلة - لتحسين قدراته، توجيهه ودمجه في أنظمة تأديبية فعالة، في حين أنها تهدف إلى الموت من خلال الاستبعاد العرقي وعمليات تصنيف البشر، لذا تتطلب السياسات الحيوية أساليب مبتكرة لمقاومتها. في ضوء وجود أشكال واضحة للمقاومة تاريخياً يظهر وضوح العنصر الذي يجب رفضه أو مقاومته، فالاستبداد يبدو أكثر وضوحاً عندما يتمثل بالحاكم أو نظام الدولة، أو المستعمر، أما في حالة السياسات الحيوية التي تعتبر سياسات غير ظاهرة، فإن المهمة تصبح أكثر تعقيداً من ناحية الكشف عن طبيعة هذه السياسات ومن ثم إمكانية مقاومتها. تتبع الورقة المنهج التحليلي لتحقيق المراد منها، من خلال السعي إلى الكشف عن طبيعة المفاهيم المرتبطة بها مثل: مفهوم المقاومة المرتبط بأساليب السياسات الحيوية، واختلاف تلك المقاومة عن مقاومة السياسات الاستبدادية أو الاستعمار، وتفكيك أشكال المقاومة مثل: مفهوم المناعة، والمواجهة القصدية، والنتائج المنبثقة عن أشكال هذه المقاومة المنسجمة مع طبيعة السلطة الحيوية، والجسد الاجتماعي الخاضع للمراقبة، بوصفه طرفاً مقابلاً للسلطة يدخل في علاقة معها. توصلت الورقة إلى استنتاجات مهمة منها: أن مقاومة الجسد الاجتماعي للسياسات الحيوية، ضمن محاولات قائمة في سياق العلاقة بين الجسد والسلطة، تقوم على صراع وتوتر لا ينتهي بتفوق طرف على طرف آخر، وإنما تكمن المقاومة في استمرارية الصراع، بحيث تخلق مقاومة الجسد الاجتماعي أسلوب سلطوي جديد، في حين تنتج السلطة مقاومة دائمة لها.