Abstract

تناول هذا البحث الإشكاليات الناتجة عن استعمال تقنية القناع في الشعر الحديث، ومن أهمّها التداخل في العوالم والتجارب والشخصيّات، والتوازي في الأمكنة والأزمنة والأصوات، وهدف إلى دراسة الطبيعة الزمنيّة لقصيدة القناع والظواهر الزمنية المتعلّقة بها وتأثيرها على الرؤيا النصيّة والمغزى الكلّي، وأردف المقاربة النظرية بتطبيق على نص (قناع لمجنون ليلى) لمحمود درويش، واتخذ البحث التأويل الفينومينولوجي منهجًا لفهم الزمن في الشعر، فعد الزمن ظاهرة من ظواهر الوعي، وتعامل مع أزمنة النص على أنها أزمنة باطنيّة قائمة في الوعي، وقد وصل البحث إلى أنّ قصيدة القناع مؤسسة على التحوّلات الزمنيّة التي تمكّن من جمع التجارب الزمنيّة للذوات المتفاوتة زمنيًّا، وأن التجارب الزمنيّة في هذه القصيدة تعلّقت بشخصيّة (ليلى) التي اتضح أنّها مصدر زمني يرمز إلى (فلسطين)، وكانت مهمّة القناع الوصول إلى (ليلى/ فلسطين) مسترشداً بوجودها الزمني لكنّه لم ينجح لاختلاف طبيعتها الزمنيّة وتحكّمها في زمنه، وتسبّب ذلك في تصاعد الإشكاليّات الزمنيّة التي عانى منها القناع وتزايد العبء الزمني الذي أدّى إلى سقوطه في نهاية القصيدة، وعلى الرغم من ذلك كشفت القصيدة أن التحوّلات المصاحبة لحب (ليلى/ فلسطين) هي تحوّلات في زمن العشق فقط، وأثبتت في المقابل أن الإشكاليات المتعلقة بظهور العشّاق واختفائهم أو دورانهم حول (ليلى/ فلسطين) هي بسبب التفاوت الزمني. وقد أوصى البحث بعدّ القصيدة تجربة من التجارب الزمانيّة الخاصّة، وأنها الموضوع الزمني العام الذي يضم الأزمنة الموضوعيّة الناشئة فيها، وأوصى أيضًا بفهم التحوّل الزمني بمعنى التردّد الزمني والتجوّل بين الأزمنة والعوالم والشخصيّات، كما أوصى بفهم أزمنة الماضي والحاضر والمستقبل على أنها معان زمنيّة مأخوذة من الاتصال الأصلي للزمن ولا تدل على أزمنة منفصلة.

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.