Abstract

بعد عقود من المقاومة العسكرية في شتى انحاء الجزائر، فرض الواقع على الجزائريين البحث عن خيارات لمواصلة المعركة، من أجل تفادي حالة التلاشي والفناء أمام الظاهرة الاستعمارية التي كانت في أشد عنفوانها، هنا اضطر الجزائريون للبحث عن مجالات جديدة للتعبير، للحفاظ على الحد الأدنى لديمومة الجماعة والهُوية، منها التعليم، واستثمار سلاح الاحتجاجات والتذمر، ومسار النشاط المؤسساتي والثقافي، وكان كل هذا في حدود ضيقة جدا، في ظل واقع استعماري أحكم السيطرة على كل المجالات، لكن لم يدم ذلك طويلا، إذ سرعان ما استفادت النخب المسلمة من مجالات للضغط والمناورة، خاصة مع بروز توتر دولي، ورغبة فرنسا في عدم تأثير الدعاية الالمانية العثمانية على الوضع في الجزائر، وحاجتها لتجنيد الجزائريين للحرب العالمية الأولى، هنا زادت فرص النخب المسلمة في الجزائر، لاختراق المجال العام المحتكر من طرف الأوربيين، واكتساب خبرات ضرورية في ذلك للدفاع عن الهُوية والمواطنة والوطن، من خلال جهود فردية أو ضمن مجموعات صغيرة .

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call