Abstract
يُعنى النّاطقون بالعربيّة بالنّحو الوَصْفي في دراساتهم (النّحوِ النّظري والبَحثي)، أما النّاطقون بغيرها فيَعنيهم النّحوَ المِعْياري (النّحو التّطبيقي)، ويترتّب على ذلك اختلافُ المقاصدِ بين الطّرفين، الناطقينَ بالعربيّة والنّاطقين بغيرها. وتهدِفُ المقالةُ إلى إيجادِ حلّ مُشكلةٍ ملموسةٍ في مناهجِ تعليمِ الّلغةِ العربيّةِ من النّاطقين بغيرِها، وهي مشكلةُ التّغافلِ عن مقاصدِ الطّالبِ عند وضعِ دروسِ الّلغة نحو ترتيبِ أبوابِ الّلغة العربيّة ترتيباً يتَنافى مع حاجاتِ دارِسيها والابتعادِ عن الواقعِ الحياتيّ للطلبةِ من غير العربِ؛ فيُؤدّي هذا التّغافلُ إلى حالةٍ من اليأسِ لدى الطالب بسببِ إحساسِه بعدم تطوّرِ الّلغة العربيّة لديه بعد دراستِه للّغةِ العربيّة بمستوياتِها المعروفةِ مدّة سنةٍ أو يزيدُ، وحينئذٍ لا يجدُ أمامَه إلا اتهامَ الّلغة العربيّة بوعورةِ المَسلكِ وكثرةِ المُفرداتِ والتّراكيبِ وتعقيدِ الجُملِ وصعوبة ضبطِ بِنيةِ الكلمةِ أو آخرِها، وهَلُمَّ جَرّا! كما جاءت هذه المقالةُ لدفعِ التّهمةِ السّابقةِ عن لغةِ القرآنِ الكريمِ، فهي لغةٌ مُيسّرةٌ: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) (22) القمر، وإثبات أنّ المشكلةَ تكمنُ في المنهجِ وطرائقِ التدريسِ المُتّبعةِ والترتيبِ التقليدي للأبوابِ النّحوية، مع وضع خُطّةٍ لغويّةٍ تفاعليّةٍ جديدةٍ تخدمُ مقاصدَ طالبي الّلغة العربيّة من النّاطقين بغيرها.
Published Version
Talk to us
Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have