Abstract
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مسألة قديمة جديدة كانت محل اختلاف أقوال العلماء قديمًا، ولا يزال الخلاف يتجدد فيها كلما تجدد وتطور العلم بالإنسان ومكنوناته خاصة فيما يتعلق بالجانب الوراثي منه، فإثبات النسب وإظهاره ونفيه بالنصوص الشرعية، أو بالتجارب المخبرية محل اهتمام الفقهاء والعلماء؛ إذ به يثبت أو ينتفي مقصد أساس من مقاصد الشريعة الإسلامية. ولعل من أهم الزوايا التي يتم النظر إلى هذا الموضوع من خلالها؛ النظر في نصوص الشارع المتعلقة في إثبات النسب وإظهاره ونفيه وإدراك مدى تعبديتها من تعليلها، وبالتالي إمكان القياس عليها من عدمه، وهنا تكمن أهمية هذا البحث ومشكلته، إذ إنّه لا تتوفر -بحسب اطلاع الباحثَين- دراسة مستقلة تتناول الموضوع من هذه الزاوية وتحيط به وتزيل الغبار عنه، وعليه فإنهما سيعملان على جمع شتات الموضوع وأقوال العلماء فيه من خلال منهج استقرائي ما استطاعا إلى ذلك سبيلًا، ثم يعمدا إلى ما جمعاه من أقوال ودلائل فيحللاها ويسبرا أغوارها ويؤصلا لها ويعيدا تركيبها في مشهد متناسق متكامل. وقد توصل البحث إلى أن للنسب دليل واحد يثبت به وهو دليل الفراش -على اختلاف بين العلماء في معناه، حيث بين بعضهم أنه مجرد العقد بين الرجل المرأة، بينما ذهب فريق ثان إلى أنه إمكان الدخول، أو تحققه فعلًا على رأي فريق ثالث- وما عداه من أدلة فإنما هي لإظهار النسب. أن دليل نفي النسب واحد كذلك وهو دليل اللعان. وقد ذهب الحنفية إلى تعبدية دليل إثبات النسب، بينما ذهب جمهور العلماء إلى تعليله، ثم اختلف الجمهور في هذه العلة فجعلها أكثرهم مقتصرة على الفراش الشرعي -الزواج أو التسري ويلحق بهما شبههما- بينما ذهب البعض إلى تعديتها إلى كل حالة توفرت فيها العلة ما لم يعارضها فراش شرعي ثابت. وبنفس الطريقة اختلفت آراء العلماء في أدلة إظهار النسب. وأخيرًا فقد تبين للباحثَين أن دليل نفي النسب -اللعان- تعبدي على رأي بعض العلماء، بينما هو معلل بعلة قاصرة على رأي فريق آخر، وهو في كلا الحالتين لا يمكن تعديته ولا القياس عليه. الكلمات المفتاحية: التعبد، التعليل، إثبات، نفي، النسب.
Published Version
Talk to us
Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have