Abstract

أن تتبع التطورات العلمية والإنجازات على سبيل المثال التي (حققت) أعقبت الحرب العالمية الثانية حتى اللحظة هذه ، يجعل كل منا في حالة ذهول مطلق . فقد اخترع الحاسوب ، واكتشف العامل الوراثي (DNA) وتم اكتشاف رسم الخارطة الجينية للإنسان ، والصعود إلى القمر ، واختراق الفضاء الخارجي بواسطة الأقمار الصناعية ، والاقتراب كثيراً من الكواكب البعيدة ، وانتاج الطائرات النفاثة ، والمعالجات المصغرة ، والليزرات إضافة إلى تمكن الإنسان من خلق طبقة من المادة رقيقة إلى درجة بالغة ومثيرة للتصور .كما اصبح بإمكان الإنسان أن " يحفر خطوطاً لا يتعدى سمك كل منها 20 بليون من المتر". كما تمكن الإنسان أيضاً من تجميع الاشياء ذرة فذرة وبناء موصلات كفؤة وعالية الدقة ، وقدرات واسعة على نقل المعلومات تصل إلى بليون نبضة في الثانية الواحدة . وعلى حد تعبير توفلر ، هذا ليس تقدماً بل هو انقلاب تام في حياة الإنسان والبنية المعرفية ، وفي تقنيات وأساليب معالجات المشكلات التي بقيت عصية على المجتمع البشري .ولم تقتصر عملية تثوير المعرفة على الجانب العلمي والتقني ، وإنما تقدمت خطوات كبيرة أخرى لو لوجها المجالات كافة .بدءاً من نظرية التنظيم ، والموسيقى ، و دراسة النظم البيئية ، والعمليات التي تجري في المخ ، واللغويات ، ونظريات التعلم ، إضافة إلى الدراسات الخاصة بعدم الاتزان والفوضى ، والتركيبات المتبددة ، وانتهاء بمجالات الشبكات العصبية ، والذكاء الاصطناعي ، ومن ثم تحولت جميع فروع المعرفة المذكورة هذه إلى قاعدة للثورة المعرفية ذاتها.وساهمت بصورة مباشرة في الوصول إلى الاختراعات والاكتشافات التي أحدثت نقلة نوعية في طبيعة المعرفة ذاتها وفي الإنسان وبنيته المعرفية .

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call