Abstract
تضم مدينة دمشق العديد من الترب والأضرحة والمقامات التي تعود لشخصيات كردية متنفذة استقرت في تلك المدينة طوال قرون كما هو معلوم، ويمكن القول: إن أشهر الأضرحة تعود إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي، ومولانا خالد النقشبندي والأمير بدرخان بك، فضلاً عن الكثير من الآثار تركها الشخصيات الكردية في مختلف العهود، والتي لاتزال تزخر بها دمشق حتى وقتنا الحالي. وبسبب ما تقدم، كانت دمشق محط اعتزاز الكرد على الدوام، والذين هاجرت أسر وقبائل منهم إليها في مراحل عدة، ومنها أسرة علي آغا زلفو، التي استقرت في الحي الكردي بدمشق وكان لها دور مهم في المجتمع الدمشقي على الدوام. برز دور علي آغا زلفو في الكثير من المواقف الوطنية السورية، إذ كان من أوائل السوريين الذين شاركوا في الثورة السورية الكبرى وحارب قوات الانتداب الفرنسي في سوريا بشجاعة، وشارك في محاولة الجنرال غورو المسؤول الفرنسي الأول في سوريا وقتذاك. كما عرف عن علي آغا زلفو استقباله لإخوته الكرد المهاجرين إلى دمشق في العشرينيات من القرن الماضي، حيث خصص لهم قصره في دمشق، واعتنى بهم أحسن اعتناء، وبذل لهم أمواله الخاصة، وهذا الأمر ذكره نورالدين زازا في مذكراته بالتفصيل، وأبدى إعجابه الشديد بمواقفه وأفعاله الخيرة لصالح إخوته في كل مكان. لقد حظي علي آغا زلفو نتيجة كل ما سبق، بالإحترام والتقدير من السوريين كلهم بسبب وطنيته المعروفة وخدمته للشأن السوري العام، وكذلك من قبل الكرد السوريين، الذين بدورهم وجدوا فيه الشخصية التي تستحق الاحترام والعرفان على الدوام.
Talk to us
Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have
Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.