إن مبادئ وقيم الإسلام، كقاعدة شاملة للحياة، تتناول كل جانب من جوانب الوجود الإنساني بما في ذلك المجالات الاجتماعية والروحية والسياسية والقانونية والصحية والاقتصادية. تهدف الدراسة الحالية إلى دمج مؤسسات التمويل الاجتماعي الإسلامية مثل الزكاة والوقف والصدقات وبيت المال في برامج الحماية الصحية الاجتماعية الوطنية. في سياق الدول الإسلامية التي تواجه تحديات اقتصادية، حيث تكون القيود على التمويل والموارد شائعة، تستخدم هذه الدراسة منهجية بحثية مكتبية لتقييم كيف يمكن لمؤسسات مثل الزكاة والوقف والصدقات وبيت المال تعزيز المبادرات الحكومية لمعالجة التحديات المتعلقة بتمويل الرعاية الصحية. وتكشف النتائج أن النماذج القائمة على الوقف هي الأكثر استخدامًا في برامج الحماية الصحية، تليها المبادرات الممولة من الزكاة. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المؤسسات لخدمات الرعاية الصحية العامة يواجه العديد من التحديات والعقبات، بما في ذلك عدم الكفاءة البيروقراطية، والقيود على الموارد، ومحدودية الابتكار. تكمن أصالة هذه الدراسة في نهجها الجديد المتمثل في الإشارة إلى الأحكام العلمية وهيئات الفتوى والنصوص الدينية لدعم جدوى دمج المؤسسات الإسلامية المذكورة أعلاه مع أنظمة الرعاية الصحية المعاصرة. وفي حين أن حوكمة مثل هذه المبادرات غالبًا ما تقتصر على الكيانات الخاصة أو شبه الحكومية داخل الوزارات الدينية، إلا أن هناك اهتمامًا متزايدًا بين الحكومات في البلدان الإسلامية بتبني مثل هذه النماذج. تؤكد الآثار المترتبة على نتائج هذا البحث على أهمية تعزيز الجهود في زيادة الوعي ومكافحة الفساد وتحسين الخبرة وسن التشريعات الداعمة وتمتين التعاون وتأمين التمويل المستدام واعتماد التقدم التقني وترقية البنية التحتية للرعاية الصحية لتحقيق الإمكانات الكاملة لهذه التكاملات. على الرغم من محدوديته الدراسة، إلا أن هذه الدراسة تقدم رؤى قيمة وإطارًا أساسيًا لصناع السياسات الذين يهدفون إلى سد الفجوات في تقديم الرعاية الصحية من خلال الدمج الاستراتيجي لمؤسسات التمويل الاجتماعي الإسلامي.
Read full abstract