الهدف من هذا البحث هو بيان أثر النص القرآني الكريم بمفرداته, ومعانيه, وقصصه في شعر ابن هانئ الأندلسي, والنظر في مدى توفيق الشاعر لاستعمال تلك المفردات والمعاني, والقصص, وكيفية توظيّفها في أغراضه وفنونه الشعرية, لغويًا ودلاليًا, وبلاغيًا, وأيضًا معرفة الهدف من تلك التوظيفات الكثيرة, فضلًا عن أنَّ الدراسة حاولت الكشف عن شيءٍ من التجربة الشعرية في حياته ونفسيته, والبعد الديني فيها , وبيان أثر المعتقدات الإسماعيلية الظاهرية والباطنية في شعره.
 لقد كان للجانب الديني الأثر الكبير في شعر أبي القاسم محمد بن هانئ بن سعدون المعروف بابن هانئ الاندلسي(362هـ), فمن جهة كان شديد التأثر بآراء وأقوال علماء الكلام الدينية ذات الطابع الفلسفي الجدلي, ومن جهة أخرى دراسته للقرآن وعلومه , والذي يُعدُّ من أهم الروافد التي غَذَّت ديوانه, وأمدَّ بها شعره. فهو البحر الذي اغترف منه, والمتكأ الذي استند إليه كثيرًا, والمُعين الذي لم يفارقه في تجربته الشعرية ؛ لذلك حفِلَ ديوانه بالمفردات والنصوص والمعاني القرآنية, والتي حاول أن يستغلها ويوظّفها في تكوين بنية نصه الشعري, وإبراز دلالته للمتلقي. وقد تنوعت تلك التوظيفات في مختلف الفنون والأغراض الشعرية, ومن أبرزها المديح, والغزل, والوصف, والهجاء والحكمة , وغيرها.