Abstract

العلاقة بين اللغة العربيّة واللغة الفارسيّة لها تاريخ ماضٍ بعيد، علاقة برزت جليّا مع دخول الإسلام إلى إيران وتزامنا مع ظهور أولى باكورة النتاج الأدببي الفارسي في القرنين الثالث والرابع الهجريين. وفي هذه الأثناء، كانت حصّة تأثير اللغة العربيّة على الفارسيّة أكثر من صاحبتها، وقد وصل هذا التأثير إلى ذروته في القرنين السابع والثامن، وفي المنهج الذي اشتُهر بالنمط العراقي. وقد كان لهذه الحركة في العصور الأخرى إقبال وإدبار، خاصّة في عهدي الصفويّة والقاجاريّة (1158-1304هـ.ش/ 1779ـ1925م)؛ واستمرّ الشعراء وكتّاب اللغة الفارسيّة في هذا المسار على غرار أسلافهم.أحد هؤلاء الكتّاب هو فرهاد ميرزا معتمد الدولة، الملقّب بربّ السيف والقلم، وهو أديب وكاتب عاش في العهد القاجاريّ. في رسائله التي اشتُهرت بـ«منشآت فرهاد ميرزا» نرى تأثّرا ملحوظا وبشتّى الطرق من اللغة العربيّة، وقد زيّن نثره بالمفردات العربيّة وكذلك بأشعارها وأمثالها.نظرا لأهميّة هذا الموضوع، يسعى هذا البحث أن يدرس مدى نفوذ وتأثير اللغة العربيّة في نصوص فرهاد ميرزا النثريّة عن طريق المقارنة، هذا التأثير الذي تجلّى تارة بالاستناد إلى آيات القرآن والأحاديث، وتارة أخرى بالأمثال والأشعار.أظهرت الدراسة التي تمّ إجراؤها أنّ جزءا كبيرا من منشآت فرهاد ميرزا من حيث الألفاظ والعبارات، وكذلك من حيث المضامين والمعاني، استعير من اللغة العربيّة، ولهذا فقد ظهر التأثير من هذه اللغة في نصوصه النثريّة ظهورا واضحا.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call