Abstract

تعد فلسطين أنموذجاً إسلامياً عريقاً في أوقافها من بين الدول العربية والإسلامية، ومدينة بيت المقدس تعد لؤلؤة وقفية من بين المدن الفلسطينية. وحظيت الأوقاف في بيت المقدس باهتمام المسلمين على مدار العصور الإسلامية، ولكن تميز الاهتمام بها في عهد المماليك ومن سلاطينهم وأمرائهم، فقاموا بتعيين من يشرف عليها ويعمرها ويحميها، ويقوم بضبط مصروفاتها ووارداتها وإنتاجها، كما دأب الكثير من السلاطين على زيارة المدينة المقدسة وتفقد أحوالها والتبرع لأهلها وإقامة المنشآت وتعميرها، وجرت العادة في هذا العهد أن يرسل السلطان كاشفاً لينظر في أحوال أوقافها. وقد لعبت هذه الأوقاف أدواراً مهمة ومتميزة في كل مناحي الحياة، سواء العلمية والاجتماعية والصحية وغيرها؛ فعلى مستوى الحياة العلمية برز دور المدارس والمكتبات والكتابيب والخوانق والزوايا والربط، فأصبحت المدينة في ذلك العصر مركزاً علمياً ومنارة مهمة، نتيجة لانتشار المؤسسات العلمية والخيرية بما فيها المدارس التي حظيت باهتمام الحكام والسلاطين والأمراء، وحظيت بدعم كبير من أهل البر والتجار الذين جادوا بأموالهم ووقفوا عقاراتهم التي خصصت لأعمال الخير والإنفاق على طلبة العلم وعلى الفقراء والتكايا.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call