Abstract

إن من أهم المسائل التي حظيت باهتمام الباحثين في الفكر الإسلامي، هي مسألة الأوقاف، إذ نالت عناية واهتمام العديد من الخلفاء والسلاطين والحكام المسلمين، وانعكس هذا الأمر على التاريخ الحديث والمعاصر. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن البحث والدراسة في دور الأوقاف في نهضة وتطور المؤسسات الصوفية في بيت المقدس، هو في حد ذاته واحة خصبة للدراسة والبحث والتقصي. إذ تحاول هذه الدراسة أن تبين الدور الكبير الذي تمارسه الأوقاف في ديمومة نشاط أي مؤسسة لها أوقاف تعتمد على ريعها. كما توضح كيف تتم إدارة هذه الأوقاف والدقة في هيكلها الإداري، وتعدد مراتب ووظائف العاملين فيها، وكذلك الدقة في اختيار موظفيها من العوائل المقدسية المعروفة في المدينة ممن لهم باع طويل في العمل بمجال إدارة الأوقاف، وكيف كان أصحابها يتسابقون في وقفها خدمة لأهل العلم والدين. تبين كذلك أنه لولا وجود هذه الأوقاف، لما استمرت ديمومة عمل هذه المؤسسات وكيف ساهمت بشكل كبير في انتشار الحركة العلمية والصوفية وتطورها، والاهتمام الكبير بها، ومن هذه المؤسسات الزوايا التي مثلت إحدى حلقات العلم ومجالسة العلماء ومجاورتهم من كل أنحاء المعمورة؛ الذين قصدوا القدس الشريف لينهلوا من فيض علمائها الكثير، وهذا أدى بدوره إلى تعزيز الصفة الإنسانية للإسلام، وكذلك صفة التسامح التي أكد عليها الدين الإسلامي الحنيف. وتمثل الزاوية أهم مراكز التصوف والتعليم في بيت القدس حيث كان يزورها المتصوفة لدراسة العلوم المختلفة وتحفيظ القرآن الكريم والانقطاع لعبادة الله تعالى وكان لها مغزى اجتماعي حيث يلتقي فيها أبناء البلد الواحد الذين جاءوا من بلدان مختلفة، ممن كانوا في القدس أو من خارجها كالمغاربة والهنود. واستقت هذه الدراسة معلوماتها من خلال سجلات محكمة القدس الشرعية والتي تحوي على معلومات مهمة اعتمدت عليها بشكل كامل، مقارنة إياها بالمصادر الأخرى التي تطرقت إلى هذا الموضوع.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call