Abstract
إنَّ علاقة الشعر بالنفس الإنسانية علاقة وطيدة، فالشعر وسيلة للتعبير عمّا يجيش في النفس الإنسانية من انفعالات وأحاسيس وعواطف وسلوكيات، والكلمات فيه مفاتيح أساسية لفهم شخصية قائلها، فالشخصية الحزينة تنشئ ألفاظًا وتعابير حزينة، والشخصية السعيدة تولِّد ألفاظًا وتعابير سعيدة، فالشخصية هي المحرّك الأساسي للكلمات، وهي الينبوع الوافر للأحاسيس والعواطف، والشعراء أبناء بيئاتهم، فكلّما كانت البيئة راقية حَضرية أَخرجَ الشاعرُ كلامًا راقيًّا مُفعمًا بالمشاعر النبيلة المتزنة، وكلّما كانت البيئة مُتدنيّة بدوية أَخرجَ الشاعرُ كلامًا مُتدنيًّا ينمُّ عن مشاعر قبيحةٍ مضطربةٍ، وقد لعبت البيئة الجاهلية -بما تحتويه من مفارقات طبقية- دورًا كبيرًا في بروز النرجسية في أشعار بعض الشعراء، نرجسية يسودها التفاخر بتعاظم (الأنا) وحب الذات وإلغاء دور الآخر في ساحات الصراع الميداني أو الكلامي، مُتجلّية في الإحساس بدنو مرتبة الشرف و النسب أو بروز النشوة بارتفاع الذات الماجنة العاشقة لجسد المرأة ومفاتنها، أو الإحساس بتعالي الذات المغرورة الطامحة إلى التسلّط والطموح. جاء البحث ليعبّر عن الفخر في الشعر الجاهلي ولكن ليس الفخر الذي عرفتْهُ كُتب الأدب و دواوين الشعر، إنّما هو فخر من نوع خاصٍّ امتزج مع الحال النَّفسية للشاعر ليخرجَ لنا فخرًا نرجسيًا يتماشى وذاته الشاعر المتعالية على غيرها بإحساس العظمة والرفعة.
Talk to us
Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have
Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.