Abstract

أُقيمت على وجوده تعالى براهين عقلية متعددة بحسب الأصول العقلية للمدارس الفكرية واتجاهاتها المختلفة، وأشهرها برهان الإمكان والوجوب للحكمة المشائية، وبرهان الصديقين للحكمة المتعالية، وبرهان الحدوث لمتقدمي المتكلمين، وبرهان النظم لمتأخريهم، فالأولان للفلاسفة، والأخيران للمتكلمين. وبعد دمج الفلسفة والكلام خلال القرن الرابع على يد الخواجة الطوسي وجد برهان الإمكان والوجوب طريقه إلى الكلام الإمامي واعتمده الخواجة في التجريد، وأختاره العلامة الحلي في شرحه، وعلل إعراض الخواجة عن برهان القدم والحدوث المعروف للمتكلمين بأنّه إنما يتمشى ويستقيم بأصول برهان الإمكان والوجوب، وتعليله هذا ظاهر في ارتضاه واختياره للبرهان، ثم تابعهما من جاء بعدهما حتى ألتفت المتأخرون من المتكلمين إلى أن البرهان فلسفي محض، ويعتمد على أصول فلسفية بحتة مع عدم الإشارة إليه في كتب المتقدمين، فسلكوا طريقا آخر، وأقاموا برهانا جديدا يعتمد على أصول كلامية أشتهر باسم برهان النظم الذي واجه سيلا من الإشكالات دفعت متأخريهم إلى اعتماد برهان الحكمة المتعالية المعروف عندهم ببرهان الصديقين. فهذه أشهر البراهين العقلية على وجود الخالق تعالى، وبالرغم من اشتراكها في بعض الأصول العقلية مع غض النظر عن كون هذه الأصول فلسفية أو كلامية إلا أن المهم منها هو الأول أي الإمكان والوجوب؛ ولذا ستقتصر الإشارة عليه؛ لأجل الكشف عن مادته، ومنشأ هذه المادة، وترتيبها، وتأثير النقل فيهما، وذلك في مبحثين.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.