European strategy for confronting crises

Abstract

في إطار نظام دولي يموج بالأحداث والمتغيرات والأزمات التي تترك تأثيراتها على كل مكوناته، تعددت وتنوعت الأزمات التي اعترضت مسار عمل الاتحاد الأوروبي فتراوحت بين أزمات مباشرة في النطاق الأوروبي ، وأزمات خارجية إقليمية ودولية ، وقد شكلت تلك الأزمات تحديات أمام الوحدة الأوروبية فكان الاتحاد الأوروبي حاضراً ومدركاً لتلك المتغيرات والأزمات وتأثيراتها وضرورة مواجهتها عن طريق ستراتيجية أوروبية موحدة تتمكن من التعامل مع تلك الأزمات وإدارتها والتكيف معها أو إيجاد الحلول لها وذلك عن طريق الإجراءات والسياسات وحزم المساعدات والستراتيجيات الخاصة بكل مجال من المجالات ، إلا ان كل تلك الستراتيجيات الأوروبية لمواجهة الأزمات ليست بالمستوى المطلوب الذي يضع حلولاً جذرية لتلك الأزمات ، فقد كانت الاستجابات الأوروبية والمتمثلة بستراتيجيات مواجهة الأزمات متباينة ، فالبعض منها كان ناجحاً ومؤثراً وإنْ بشكل نسبي وعبرت عن توافق أوروبي نسبي في بعض الأزمات وأسهمت إلى حد ما في إمكانية التعامل مع الأزمات ، والبعض الآخر أخفق أمام أزمات أخرى ، أي ان الستراتيجيات الأوروبية إزاء الأزمات كانت ستراتيجيات خجولة ومتواضعة ولا تعبر دائماً عن الرأي الأوروبي الجماعي والموحد ، فكانت المؤثرات والمتغيرات التي تجسدت بشكل أزمات أقوى من الإرادة الأوروبية في مواجهتها ، كما ويؤثر في ذلك تغليب المصلحة الوطنية والخاصة للدول الأوروبية على المصلحة الجماعية والوحدوية والضغوط والتأثيرات الدولية التي تفضي إلى التأثير في الستراتيجيات الأوروبية ومدى نجاعتها ، وكل ذلك يلقي بإنعكاساته على مكانة وقوة وفاعلية الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي . وعليه يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى مواقف وستراتيجيات أكثر قوة وأكثر تكاملية وتوافقية بين الدول الأعضاء تعبر عن دور وتأثير أوروبي موحد وتعزز من مكانته الدولية وتوازي النجاح الذي حققه على مر المراحل التي مر بها.