Abstract

ان النزاع المسلح في السودان لم يغادر تاريخ الدولة، الا ان ما يميز هذا النزاع انه دشن موجة ثانية من محاولات شق وحدة الدولة، وكرس تغيب حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بصورة كلية، فضلاً عن انه وضع مستقبل الدولة لحالة حرب مفتوحة وفوضى قد لا تتعافى منها، لاسيما وان النزاع نتيجة دائرة مفرغة بين هشاشة الدولة والسعي الى السلطة وفق حسابات الحرب التي تميز القوى السياسية والعسكرية المنخرطة في النزاع، وهذا بحد ذاته مشهد ينعش الفوضى ويؤدي الى استدامتها. وما يعزز ذلك المشهد ايضاً ان كل طرف في النزاع لم يكن يدرك اهمية الدولة وان حالة الحرب هي تدمير بشري ومادي لمقوماتها، لسبب بسيط هو ان الدولة منهارة من الاساس، فليس هناك وظيفة تستطيع القيام بها، بل هي عاجزة امام اي محاولة للبقاء، مما استدعى الاطراف الى السعي وراء هدف الحاق الهزيمة بالآخر عسكرياً، في ظل صعوبة الاندماج امام حالة اللاتماثل بين الجيش من جهة وقوات الدعم السريع من جهة اخرى، وفي ظل غياب الحسابات الوطنية، وغياب تحقيق معايير النصر والهزيمة بالمعنى الحقيقي.

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.