Abstract

كل مشروع فكري يُراد له أن يكون مشروعًا نهضويًا للمجتمع وللأمة عليه أن ينطلق من مسارين متوازيين هما: الأول: قراءة تراث الأمة الذي يشكّل جزءًا من هويتها، منتقيًا الجزء الذي لا يزال مواكبًا للحاضر وناقدًا منه ما يستحق النقد. الثاني: قضايا المجتمع التي تشغل بال الأمة قاطبة ويهتم بالقضايا التي تؤرق بال الأمة ولا يخلو منها كل مجتمع. ينطلق البحث من الإشكالية التي وجدت لدى بعض، المنكرين لوجود مشروع فكري لدى السيد حسين الحوثي، قام على أسس متينة وله أهداف وغايات محددة ويحاول البحث تأكيد أصالة ذلك المشروع من خلال اكتشاف ملمح مهمُ من ملامحه، هو الملمح النقدي لبعض العلوم الواردة في كتب التراث الإسلامي. وتوصل البحث للعديد من النتائج منها: أن المشروع الفكري القرآني للسيد حسين الحوثي كان مشروعًا إنسانيًا، تنويريًا نهضويًا، احتوى في مضمونه على مقومات الخطاب النهضوي الإصلاحي الذي يجعل من التنوير لوعي الفرد والإصلاح للمجتمع والنهوض بحال الأمة غاية وهدفًا ويجعل من الإنسان أيضًا غاية النهوض والإصلاح ووسيلته كذلك. وأن نقده لعلم الكلام كان نقدًا علميًا بناءً، قائمًا على أسس نقلية وعقلية معتمدًا على قوة المنطق المستمد من القرآن الكريم، فلم يكن نقدًا عابرًا لمجرد النقد، لكنه النقد الحريص على الأمة، التي تركت ما عند الله في القرآن وذهبت للبحث عما لدى المعتزلة وعلماء أصول الفقه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع لاسيما إذا ما قورنت بالقرآن الكريم.

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.