Beytülmakdis’te Memlük Vakıfları

Abstract

تتناول هذه الدراسة البحث في الوقف المملوكي في بيت المقدس، حيث يعتبر الوقف المملوكي في بيت المقدس من أهم الفترات التي تم الوقف فيها، إذ عملت على استمرار منظومة المؤسسات المتكاملة في مختلف الميادين الحيوية للمجتمع من تعبدية وتعليمية وجهادية وصحية واجتماعية وغيرها، وتأمين كل ما يلزم لدعم هذه المؤسسات في الدولة، لنهوض بالمجتمع ورعاية أفراده وتوفير الخدمات المتنوعة. وقد تعددت الدراسات في موضوع الأوقاف المملوكية في بيت المقدس، لكن قليل منها من تفرد بدراسة متخصصة في موضوع الوقف المملوكي ودورها في مجالات الحياة، ودراسة الوقف لنساء المملوكيات، والدور الذي لعبته هذه الأوقاف في الجوانب الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة بعد ما استجدّ ونشر من مصادر ووثائق خاصة في فلسطين بالعصر المملوكي كوثائق المسجد الأقصى (الحرم القدسي الشريف)، ودفاتر وسجلات الطابو العثمانية، وسجلات المحكمة الشرعية. ففي العصر المملوكي في بيت المقدس اختار كثير من السلاطين والأمراء والتجار وغيرهم المشاركة بجزء من ثرواتهم للنهوض بالمجتمع، فأقاموا المؤسسات المتنوعة وحبسوا عليها الأوقاف وارتبط كل وقف بحجة شرعية توضح أركانه والغرض منه وحجمه وكيفية الاستفادة من ريعه، ونوعية المستفيدين وعدد الموظفين والخدم والقائمين على رعاية شؤون المؤسسة، وغير ذلك من الجوانب التي توضح الإطار العام لنظام الوقف. كما استفاد المماليك من نظام الوقف في البلاد التي حكموها وخاصة بيت المقدس، لتدعيم حكمهم والجهاد ضد المغول والفرنجة، كما قام الظاهر بيبرس بوضع نظام جديد للأوقاف اختلف بمقتضاه ولأول مرة مدلول لفظ الأحباس عن مدلول لفظ الأوقاف في مصطلح الدواوين، وتطور نظام الوقف لثلاثة دواوين وهي: الأول ديوان لأوقاف الأهلية، والثاني لأوقاف المساجد، والثالث لأوقاف الحرمين الشريفين وجهات البر الأخرى. جاءت هذه الدراسة لتوضح بأسلوب التحليل ودراسة السجلات والحجج من السجلات والطابو العثماني وسجلات المحكمة الشرعية للوقف المملوكي في بيت المقدس، متركزة في جانبين للوقف في هذه الفترة: الجانب الثقافي: لوقف زوايا العلم، وانشاء المدارس، ومكاتب العلم، وخزانات الكتب في المساجد والمدارس. ووقف النساء المملوكيات في بيت المقدس: كوقف الست طنشق، وأغول خاتون.