Abstract
: تمثل القصُّة الفلسفيّة ظاهرة لا يمكن التَّغافل عنها فكراً وفناً؛ لما خلفته من خطاب مكتنز لم تلقَ الاهتمام والرِّعاية المطلوبة بمقدار وفرة حجمها. إذ لابدّ من تأشيرها منحى أدبياً ، كما أشير لشعر العلماء ، ونال عناية أهل الأدب على الرّغم من أنَّهم وسموه أو غمزوه بـ(شعر العلماء)، وفيه كما في هذا القصّصّ يبرز المعنى فوق كُلِّ شيء؛ على الرّغم من قلة مستوى الفنية عند هؤلاء العلماء الفلاسفة. فاصحابها قد وفقوا بين العلم والدين أو العقل والنقل، وكانوا الشريحة العالمة التي حكمت العقل فكان لها نصيبها من الصَّواب والزَّلل، والمدح والقدح، وقد انعكس هذا المنحى لديهم في قصصهم التي حملوها كثيراً من الأفكار تلك، منها إيمانهم بأنَّ الإنسانَ يولدُ مؤمناً بالفطرة، واعتمادهم على العقل ؛ للوصول إلى واجب الوجود والحق، وتأكيدهم أنَّ الإنسان يولد بقوى يودعها (الله) تعالى فيه ، ثم تتحول هذه القوى إلى أفعال محددة بعد ذلك كقوة اللغة، كما طرحوا مبدأ السَّياحة الصُّوفية؛ وهي سياحة لا تقتصر على عالمنا الأرضي ، بل على (عوالم) لا حصر لها حتى يصل الإنسان إلى (الله)- جلَّ شأنه- ولقائه متى شاء. يتناول هذا البحثُ (القصّ الفلسفيّ أدبياً)، إذ تم ملامسة ومقاربة هذه القصص الفلسفية في ضوء تحليل الخطاب ،وكشف أبعاده الدِّلاليّة ، فوضعناها بميزان النقد والكشف، وقد خرجت بنتيجة هي أنَّها لا تخلو من مسحة فن وأدب إلَّا أنَّها يعوزها الكثير للالتحاق بركب القصة الفنية ، فهي يمكن عدَّها فوق المقامة ، ودون القصة. كما تم الوقوف على أبعادها وعناصرها الفنية ، حيث: السَّرد والحوار والرَّمز والتي تعدُّ من أبرز السِّمات الفنية والجماليَّة لفن واسلوب القصّة .
Talk to us
Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have
Similar Papers
Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.