Abstract

يتوقف هذا البحث عند عتبة يعدها العديد من الباحثين شكلاً من أشكال التحايا السطحية التي يحرصون على افتتاح بحوثهم بها دون إعطائها القيمة العلمية التي تستحقها والنقاش الجادّ الذي تتوقعه. وفي هذا السياق، يأتي هذا البحث الذي يتغيّا الوقوف عند مصطلح (ترجمة) لسبر أغواره من خلال دراسته بعمق من ثلاث زوايا: زاوية اللغة وزاوية الاصطلاح وزاوية الأوزان الصرفية العربية. يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن إشكاليتين مركزيتين. تتقصّدُ الإشكالية الأولى إعادة طرح نقاش علاهَ غبار الأَدْلَجَة حول أصالة اللفظ من أعجميته إلى طاولة التحليل اللغوي الجاد. أما الإشكالية الثانية فتتقصّدُ مساءلة اختيار المصطلح الدال على الترجمة في السياق العربي لوضع اليد على الدلالات الفلسفية والنظرية والمنهجية للفظة ترجم. ففي اللغات اللاتينية (Traduire) والأنغلوسكسونية (Translate)، تتضمن لفظة ترجم الإحالة، في الوقت نفسه، على فعل الترجمة وعلى المنْهج المعتمد (المنهج الحرْفي ، أو المنهج الحرّ)، فإلى ماذا تشير مضامين لفظة (ترجم) في السياق العربي؟ يحاول هذا البحث معالجة الإشكاليتين المطروحتين آنفاً من خلال منهج تحليلي مقارن يولي الأسبقية للأدلة اللغوية على المسوّغات الثقافية من خلال الاحتكام إلى الأوزان الصرفية التي تميز اللغة العربية عن جميع اللغات الحية الأخرى. وقد خلص البحث إلى تأكيد أعجمية لفظة (ترجم) وأنها لما اختيرت بوصفها لفظة رسمية دالة على الترجمة، في السياق العربي في القرن العشرين، فقد أريد لها أن تجسّد بذلك قيم الانفتاح على لغات العالم وثقافاته وأن تكون رمزاً للاعتراف بالروافد اللغوية والثقافية التي أثْرَتِ اللغة والثقافة والحضارة العربية على مرّ التاريخ.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.