تأثير التكنولوجيا الرقمية لوسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الواقع الافتراضي على الترويج والتسويق للمواقع الأثرية والتاريخية في إمارة الشارقة

Abstract

تزخر إمارة الشارقة بتاريخ حضاري وثقافي كبير، استمدّتها من القيادة الرشيدة- صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي- وذلك من خلال إشرافه المباشر بإعادة إحياء المواقع التاريخية للحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي، وتوّج هذا الاهتمام بإنشاء هيئة مستقلّة تهتم بالآثار لحمايتها من الاندثار، وجعل إمارة الشارقة صرحاً تاريخياً ثقافياً شامخاً. ولكن تلك المواقع الأثرية والتاريخية لم تحظى بالترويج والتسويق لها بطرق مبتكرة وجاذبة، ولم يتم استغلال التكنولوجيا الرقمية والإفتراضية فيها لإظهار الجمال التاريخي فيها ورؤية جميع معالمها الأثرية وكأنك تعيش تلك العصور وتتجول بين تلك الأماكن وتستمتع بها. تهدف هذه الرسالة إلى تسليط الضوء على إدارة المواقع الأثرية والتراث العمراني في إمارة الشارقة، من خلال ابراز أهميتها التاريخية والحضارية والثقافية وذلك من خلال تعزيز دور التكنولوجيا الرقمية المتمثّلة في وسائل التواصل الإجتماعي وتقنيات الواقع الإفتراضي، ضماناً لاستدامة هذه المواقع للأجيال القادمة وبطرق مبتكرة تواكب المسرّعات، فمن خلال القراءات السابقة التي تطرّقت نحو الإهتمام بالمواقع الأثرية، ودمج التكنولوجيا الرقمية من منصّات التواصل الإجتماعي ومفهوم تقنيات الواقع الافتراضي وتسخيره في الترويج عن طريق الرحلات الإفتراضية للمواقع، لخدمة عملية الترويج والتسويق بطرق تشويقية مثيرة وبالتالي التوجّه نحو زيادة استقطاب السياحة التاريخية في الإمارة. وبناءً على الزيارات الميدانية والمقابلات مع الجهات ذات الاختصاص على مستوى الدولة، من جهة، تبيّن أن التكنولوجيا الرقمية المتمثّلة في وسائل ومنصّات التواصل الإجتماعي وتقنيات الواقع الإفتراضي أصبحت تأخذ حقها في تسليط الضوء عليها في المواقع الأثرية من قبل المؤسسات ذات الصلة للترويج والتسويق، كما وأنّ نتائج الاستبيانات التي طرحت على فئات المجتمع المختلفة، وضّحت أن هناك ارتفاعاً ملحوضاً وواضحاً من فئات المجتمع المستهدف من الأعمار، ولها تقبّل في إدراج تلك التكنولوجيا الرقمية المثمثل في (تطبيق البانورامي للمكان360، الواقع المعزز والواقع الإفتراضي-الهولوجرام) وكذلك تسخير مواقع التواصل الاجتماعي الرقمي (الفيسبوك وتك توك والإنستغرام واليوتيوب) في جذب السياحة الأثرية لزيادة عدد المتابعين والمتفاعلين في تلك القنوات، وتحويل المواقع الأثرية في الإمارة إلى وجهات ثقافية ذات قيمة مضافة سياحياً وتجارياً واقتصادياً، وذات قيمة تاريخية عريقة ومواقع سياحية تنافسية، وفق متطلبات العصر الرقمي، وتعزيز موقع المليحة التاريخي (حالة الدراسة) كوجهة سياحية تاريخية مبتكرة بوسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة والواقع الإفتراضي.