Abstract

لا جرمَ أنَّ إشكالية الفهم قديمة قدمَ الإنسان نفسه، وأن العقل البشري المبدع متنوعٌ بالفطرة ومتفاوت بالقدرة، ومن ثمَّ يختلف الفهم ويتنوَّع ويتفاوت، وليست هذه الإشكالية بمعزلٍ عن الحديث النبوي الشريف بيانِ القرآن وثاني المصدرين في الإسلام، بل تشتبك معه في قضيّتيه الكبريين: إثبات الحديث تصحيحاً وتضعيفاً، والإفادة من متنِه معنىً وتوظيفاً. ولم يألُ العلماء جهداً في نقل الحديث وتحريره واستيعاب معانيه والاستنباط منه، لكن الواقع أظهر فروقاً في وجهات النظر سواء في تحقيق العائديَّة أي التأكُّد من صحَّته وصحة نسبته لقائله، أو في المعنى المفهوم من المتن. مما يقتضي توجيه البحث إلى مشكلة الفهم وتحرير جوهرها والعوامل المؤثرة بها، فمن العلماء من يتَّخذ نظام السند والمتن محوراً ينطلق منه في عملية الفهم، ومنهم من يتَّخذ العقل مركزاً ويقدِّمه على نظام دراسة السند والمتن، وكلا الفريقين يتأثر بالضرورة بما رَبي عليه من بيئة ومعارف أوَّلية تشكل له دائرة الفهم المسبق. وأطروحةُ المؤلف هنا تدور حول إشكالية فهم الأحاديث، ماهيَّتها، والعوامل المؤثرة بها، وتجليَّاتها في الحكم على الأحاديث. وطرحُه الأخصُّ رصدُ تأثير المعرفة المسبقة والفهم المسبق والأحكام المسبقة في فهم الحديث على مستوى التثبُّت الذي هو تحقيق نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحته، وعلى مستوى المعنى المراد من المتن والتوظيف اللائق به.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call