Abstract

تتميز المملكة المغربية عن باقي البلدان الإسلامية بميزة خاصة، ألا وهي إمتلاك الملك فيها مهمة دينية الى جانب مهمته السياسية، حيث يتولى رئاسة المجلس العلمي الأعلى، الذي يعتبر الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى الدينية، ويتولّى دراسةَ القضايا التي تُعرض عليه خاصة القضايا الفقهية المستجدة ويحاول ايجاد الحلول لها بالاعتماد على المذهب المالكي. تم تنظيم ماهية مؤسسات الإفتاء المغربية الرسمية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومهامها وأصول عملها من خلال سلسلة من القوانين. والغرض من هذه التعديلات هو حماية القيم الأخلاقية والثوابت الدينية وإيجاد حلول للقضايا المستجدة. وقد تسارعت وتيرة التعديلات الإصلاحية خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأليمة التي مست مدينة الدار البيضاء مما أدى إلى اكتسابها أبعادًا جديدة. وقد نشر المجلس العلمي الأعلى كتاب "فتاوى الهيأة العلمية المكلفة بالإفتاء"، متضمنا 52 جوابا فقهيا مختارا للاراء الفقهية المنشورة للفترة الممتدَّة بين 2004 – 2012 حول القضايا ذات الطابع العام. وتكشف متون الفتاوى في هذا الكتاب عن أهمية هذه الهيئة في بيان الأحكام الشرعية حول مختلف النوازل المعروضة عليها وتنوع الأسئلة الموجهة إليها، وعن المسائل المعاصرة المرتبطة بمشكلات الحياة. بالإضافة إلى ذلك، تتيح متون أسئلة الفتاوى لنا فرصة تحليل طبيعة المشاكل ذات الاولوية التي يعاني المجتمع منها وأبعادها المختلفة. ولإجل فهم أهمية هذا المجلس في ضبط وتنظيم الامور الدينية المستجدة في المملكة المغربية، ينبغي دراسة هذا المجلس من زوايا مختلفة، وهو ما اهتمت به هذه الدراسة، حيث سنتناول في هذه المقالة تعريف البنية الهيكلية للمجلس العلمي الأعلى الرسمية كمؤسسة وتحليل كتاب الفتاوى المذكور عامة ومناقشة دور المجلس في إصدار الفتاوى. بالاضافة إلى أن يتناول فعاليته المؤسسية في المشاكل المعاصرة

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call