تتأثر أجهزة جسم الأنسان بدرجات متفاوتة بالتأثير السمّي لمادة الرصاص المنتشرة في البيئة, و تتعرض النساء في سن الأنجاب والحوامل الى خطر التلوث بهذه المادة مؤديا الى ظهور الكثير من حالات العقم كما تتأثر أنسجة وأعضاء الجنين في حالة الحمل مما يؤدي الى حدوث اختلال في النموأو الأجهاض. ونظرا للأستعمال المتزايد للمولدات الكهربائية المعتمدة على الكازولين المدعم بالرصاص كوقود في العراق ولغرض تسليط الضوء على التأثيرات السلبية المحتملة على نتائج الحمل وعلى تطور الأجنة الناتجة عن تلوث البيئة بهذه المادة فقد أجريت هذه الدراسة باستعمال اناث الفئران كنموذج. تهدف الدراسة الى تقييم تاثير استهلاك مادة Lead acetate) ) السامّة من قبل الامهات ولفترات مختلفة من الحمل على التغيرات النمائية للمناسل الذكرية في الاجنة. أجريت هذه الدراسة على 180)) انثى فأر بالغة بعمر ثمانية الى عشرة اسابيع واوزان تتراوح بين 25-27 غرام. قسمت الأناث الى ثلاث مجاميع اختبار رئيسية G1)) و(G2) وG3)) اعتمادا على مقدار الجرعة المعطاة ( 30فأرة/ مجموعة) تقابلها ثلاث مجاميع سيطرة C1 و C2 وC3 (30فأرة/مجموعة) ثم قسمت كل مجموعة رئيسية الى ثلاث مجاميع ثانوية ( 10 فأرة/ مجموعة) على أساس الفترات المختلفة من الحمل التي يتم بعدها قتل الحيوان وهي (اليوم الرابع عشر والسابع عشر واليوم العشرين(. أخذت مسحات مهبلّية لكل الحيوانات يوميّا حتى ظهور طور الشبق لكي يحصل الجماع ويسجّل اليوم الأول للحمل حيث تمت مزاوجة هذه الحيوانات مع ذكور بالغة وحدد حدوث الحمل وحساب اليوم الأول منه من خلال فحص السدّادة المهبليّة. حقنت مجاميع الاختبار G1)) و(G2) وG3)) يوميا ب0.1 و 0.2 و0.4 ملغم /كغم من وزن الجسم على التوالي من محلول أسيتات الرصاص مذابة في المحلول الملحي المتعادل (normal saline) في الخلب لمدة ( 20,17,14 ) يوم من الحمل فيما حقنت مجموعة السيطرةC1 وC2 وC3 بنفس الكميّة و لنفس الفترات بالمحلول الملحي المتعادل فقط. أظهرت النتائج وجود انخفاض معنوي (P<0.05) في كل المعايير التي أخذت للدراسة لمجاميع الأختبارو هي: اوزان أجسام الأمهات و أوزان أرحامها و أعداد وأوزان الأجنة الناميّة مقارنة بمجاميع السيطرة المقابلة. أظهرت الدراسة النسيجيّة في مقاطع المناسل الذكرية لأجنة الأمهات المحقونة زيادة معنوية ( (P<0.05 في معدلات اقطارها في مجموعة اختبار يوم (14 ) مقارنة بمجاميع السيطرة عند الحقن بجرعات واطئة ثم انخفضت وبشكل معنوي جدا (P<0.01) في مجموعتي اختبار 17) و (20 يوم من الحمل مع وجود تغيرات نسجيّة مهمة تضمنت تخريب بنية وتركيب المناسل الذكرية, و انتكاس في الخلايا الجرثومية الأولية مع قلة عددها وتهتك الغشاء القاعدي في كل مجاميع الاختبار. كما لوحظ عدم نزول المناسل إلى موقعها الطبيعي بتقدم العمر حيث بقيت في مكان نشؤها الأولي (قريبا من الكلية) في الجزء العلوي من التجويف ألبطني فيما لوحظ نزولها في حيوانات السيطرة بعمر17 يوم الى قاعدة التجويف البطني ووصلت بعمر20 يوما الى موقع قريب من القناة العجانيّة (لتستقر بموقعها النهائي في كيس الصفن بعد الولادة بوقت قصير ). ان نتائج هذه الدراسة تشيرالى وجود علاقة واضحة بين الحقن بمحلول اسيتات الرصاص وتراجع نتاج الحمل خاصة عند الحقن بجرعة 0.2 و0.4 ملغم /كغم من وزن الجسم حيث سجلّت زيادة معنوية لحالات الاجهاض وموت الأجنة في الرحم. ان النتائج المستخلصة من هذه التجربة تشير الى إن حقن جرعات واطئة من محلول أسيتات الرصاص إثناء فترة الحمل تؤدي إلى حدوث تغيرات نسيجيّة في المناسل الذكريّة للأجنة ومن ثم لابد ان تؤثر على التكاثر عند البلوغ وان التأثير يزداد بزيادة الجرعة المتناولة. إن هذه التأثيرات السلبية تدفعنا لتدارك الخطر الناجم عن استخدام هذه المادة الملوثة وإيجاد الطرق الفعّالة والبديلة للاستخدامات المتوسعة لها من خلال وسائل الأعلام وأجهزة المحافظة على البيئة وعقد الندوات للتعريف بخطر هذه المادة.