Abstract

نال موضوع تأمين بريطانيا لأمنها في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية أهمية بالغة في الأوساط السياسية البريطانية ، وكان عليها بعد أن خرجت من تلك الحرب منهكة ــ على الرغم من انتصارهاــ أن تبحث عن بديل يساعدها على تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية وإعادة ترتيب دفاعاتها هناك، ووجدت ضالتها في تركيا ، التي كانت تواقة الى أن تؤدي دور حارس المصالح البريطانية الأمين في الشرق الأوسط ، وتحقق ما يمكن لضمان مصالحها السياسية والاقتصادية ، والحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية من بريطانيا وحلفائها، فضلا عن ضمان حمايتهم من الخطر السوفيتي ؛ ونظرا لأهمية الموضوع وجدواه وجهنا النظر في هذه الدراسة الى دور تركيا في تأمين الستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط للمدة من عقد المعاهدة التركية – الباكستانية في 4 نيسان 1954 الى عقد الاتفاقية البريطانية التركية في 4 نيسان 1955، وآثار سياسة بريطانيا وتركيا في منطقة الشرق الأوسط وتحالفاتهما.
 تناولت الدراسة أهمية الدور التركي بالنسبة للأمن البريطاني في الشرق الأوسط، والموقف البريطاني من الاتفاقية التركية – الباكستانية فضلا عن حلف (بغداد) التعاون المتبادل بين العراق وتركيا، والدور التركي والبريطاني في صياغته وما أهم المكتسبات التي حققتها بريطانيا بموجبه، ودوره في إعادة بناء دفاعاتها بموجب الاتفاقية البريطانية – العراقية في 4 نيسان 1955.
 تمخضت عن هذه الدراسة استنتاجات عدة أهمها أن بريطانيا طبقت ما أطلقنا عليه (الدفاع بالنيابة Defense By Proxy) ؛ لتأمين استراتيجيتها في الشرق الوسط والمحافظة على مصالحها السياسية والاقتصادية، جاعلة تركيا أداة لتطبيق ذلك المفهوم، و نجحت السياسة البريطانية في توجيه السياسة التركية بما يتلاءم وإعادة صياغة سياستها الدفاعية في الشرق الأوسط، فضلا عن أن تركيا حققت هدفها في كسب ثقة الدول الكبرى وجانبها ، وفي مقدمتهم بريطانيا والولايات المتحدة لتأمين جبهتها الشمالية من الخطر السوفيتي، وأمنت تدفق مساعداتهم العسكرية.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call