Abstract

انقسم النقَّادُ العربُ القُدَامَى حولَ جدليَّةِ الشِّعْرِ والأخلاقِ فريقين رئيسيَّينِ: الفريق الأوَّل أخذ بموقف الدين في قبول الشعر الذي يتَّفق مع تعاليم الإسلام وروح دعوتِهِ، ويرفض ما عداه، ونقَّاد هذا الفريق يأخذون بالمقياس الأخلاقيِّ بجانب المقياس الفنيِّ الجماليِّ، وقد قدَّم بعضُهم أحياناً الالتزامَ الدينيَّ والأخلاقيَّ على الجانب الفني. أمَّا الفريق الثاني فقد نحَّى الدينَ جانباً ورفض أخذَهُ مقياساً للحكم على جمال الشعر أو على مقدرة الشاعر الإبداعيَّة، وإنَّما يُقاس الشِّعرُ - عند نقَّاد هذا الفريق – بما يملكه من جماليَّاتٍ تعبيريَّةٍ وتصويريَّةٍ وموسيقيَّةٍ، وبين هذين جاء فريقٌ ثالثٌ أخذ بالمنهج الجماليِّ في تقييم الشعر، ولكنَّه دعا في الوقت ذاته إلى الحفاظ على القيم الأخلاقيَّة وعدم مخالفة تعاليم الدين. تعْرِضُ هذه الدِّرَاسةُ لمواقف هذه الفِرَقِ الثَّلاثِ مِن علاقة الشِّعرِ بالأخلاق، من خلال المنهج المعرفيِّ النقديِّ الذي يَعُودُ لِمصادرِ آراءِ هؤلاء النقَّاد ويَعْرِضها مع التَّحليلِ النقديِّ لها، وتعود أهميَّةُ الدراسة إلى أنَّها تعرض لإحدى أهم إشكالات الإبداع الشعري والنقديَّ قديماً وحديثاً، وهي تهدف بجانب عرض موقف النقاد العرب القُدَامى من تلك الإشكاليَّة، إلى الردِّ على دَعَاوَى بعض نُقَّاد الحداثة العربيَّة الذين أنكروا وجودَ علاقةٍ بين الشعر والأخلاق قديماً؛ ليبرِّروا لأنفسهم الخروجَ على الدين والأخلاق والأعراف.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.