Abstract

تبادل الصّيغ الصّرفيّة ظاهرة لغويّة تناولتها الدّراسات، وذلك نابع من أنّ الأصل في اللغة العربيّة أن يكون لكلّ صيغة معنى معيّن، ولكن واقع هذه اللغة وقدرتها على التّصرّف في التّراكيب المختلفة، دعا إلى أن تأتي بعض الصّيغ بمعنى صيغة أخرى، وذلك من أجل تحقيق فائدة لغويّة، أو أن يقع اللفظ موقعًا ليس أصلًا له، فيقوم مقام الأصل، ويكتسب صفاته من تأثّر وتأثير أو وظيفة وإعراب وبناء. وبرزت هذه الظّاهرة في القرآن الكريم بشكل ظاهر، حيث نرى أنّ السّياق القرآنيّ وظّف ظاهرة الاستبدال بين الصّيغ الصّرفيّة، فجاءت صيغة اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول، وجاءت الصّفة بمعنى اسم الفاعل أو المفعول، وذلك لأنّ القالب الوصّفيّ صالح لأداء الدّور الدّلاليّ لقالب آخر، لأنّ فيه نوعًا من المرونة أو الطّوعيّة يجعله قابلًا للاستعمالات المتنوّعة، ويتجسّد هذا الموقف بشكل جليّ خاصّة عند مفسّري القرآن الكريم، ويكون ذلك عندما يتعرّضون لتفسير آية يمكن توجيه أصلها المقدّر أو بنيتها التّحتيّة بمعنى مختلف عمّا تحويه بنيتها الظّاهرة، وهكذا، ولا شكّ أنّ هذا التّبادل بين الصّيغ لم يأت من فراغ، إذ يشكّل عمليّة تتمّ داخل النّصّ، إنّه تعويض عنصر في النّص بعنصر آخر، ويقصد بالتّعويض هنا أنّ تحلّ صيغة مكان صيغة بمعناها دون لفظها، وما من خلاف في أنّ هذا الأمر له أثره الكبير في السّياق، كما أنّه يسهم في اتّساق النّصّ وترابطه ، وهذا ما سيظهره هذا الفصل.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.