Abstract

حظيت منطقة مكة المكرمة بمكانة استثنائية منذ العصور الموغلة في القدم حتى يومنا هذا؛ حيث ارتبط تاريخها بالبيت الحرام والكعبة المشرفة، وبالأنبياء والرسل بداية من آدم، ومرورًا بإبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-ووصولاً إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
 ومكة المكرمة خلال تاريخها القديم تعرضت لاعتداءات عدة، وكان هدف تلك الاعتداءات السيطرة على المنطقة، واستغلال مكانتها الدينية المتميزة وموقعها الإستراتيجي لتحقيق مكاسب اقتصادية.
 وفي هذه الدراسة سوف نسلط الضوء على الدوافع الدينية والسياسية والاقتصادية التي أدت إلى هذه الاعتداءات وفاق رؤية جديدة، بالاستناد إلى نظرية السلطة للعالم الفرنسي ميشيل فوكو "١٩٢٦-١٩٨٤م"، ويهدف هذا البحث إلى رصد الاعتداءات التي تعرضت لها مكة قديمًا، من زمن إسماعيل -عليه السلام- إلى قبيل ظهور الإسلام، وفاق المنهج الوصفي التحليلي، بداية من عهد العماليق وانتهاكهم حرمة البيت، ونختم هذه الاعتداءات بحملة أبرهة الحبشي على مكة، والمقترنة بالعام الذي ولد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم. وفشل هذه الحملة رفع من مكانة مكة الدينية والاقتصادية.
 ومن خلال هذه الدراسة تبين بأن هناك رابطان مشتركان خلف هذه الاعتداءات، الأول: الرغبة في الحصول على المكاسب السياسية والاقتصادية والمكانة الاجتماعية، والآخر فشل جميع محاولات الاعتداء التي تعرضت لها مكة من أقدم العصور حتى عصرنا الحاضر. وبما أن التاريخ عبارة عن حلقات وأحداث متصلة، نجد هذه الاعتداءات استمرت على اختلاف العصور التاريخية، وقد تستمر لاستمرارية أهمية الموقع الإستراتيجي والمكانة الدينية للمنطقة لعقود.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call