Abstract

شكّلت اللغة السريانية الحلقة الرابطة التي سمحت للشرقين الأدنى والأوسط، بامتلاك منجزات العلم اليوناني، حيث استطاع هذا العلم أن يبلغ في مرحلة معينة تطوراً إبداعياً جديداً على أرضية عربية وفارسية. ففي عهد السلوقيين، أصبحت إنطاكية منطقة تلاق وتبادل الثقافات بعد أن أدخلت العناصر الإغريقية في الوسط الثقافي السرياني، مما جعل من إنطاكية منافسة للإسكندرية، نتيجة لما وصلت إليها من تقدم في المستوى التعليمي. أنشأت المدارس عند السريان بشكل فعّال، منذ دخولهم في المسيحية، فانتشرت في بيئتهم انتشاراً كبيراً جعلتهم في طليعة شعوب الشرق ثقافة وبلاغة، فضلاً عن ما أنجبته تلك المدارس من العلماء والأعلام والمؤلفين، الذين ذاعت شهرتهم شرقاً وغرباً. الانتشار الواسع للثقافة السريانية، كان مرتبط بتاريخ مدن ما بين النهرين، التي تشغل مدينتا الرها ونصيبين المكانة الأكثر ريادة وطليعية بينها، سواء كمواقع اقتصادية ومنشآت حرفية، أو كمراكز تجارية وتعليمية على مستويات رفيعة من الدقة والتعليم. أهمية البحث: تكمن أهمية البحث في التركيز على الدور المهم لنشأة المدراس السريانية، والوقوف على أهم المدارس، وتأثير الفكر المسيحي لتلك المدارس في ضوء الإجابة على التساؤلات الآتية: ما الدور المهم للمدارس السريانية؟ ما الفائدة التي قدمها التعليم في المدارس السريانية؟ وهل كان للرهبان الدور المهم في نشأة المدارس السريانية؟ في ضوء ذلك قسم البحث إلى ثلاث محاور: خصص المحور الأول: على نشأة المدارس السريانية وتاريخها، والتعليم في المدارس السريانية، في حين تناول المحور الثاني: الرها ومدرستها، وتأثيرات الفكر المسيحي، أما المحور الثالث: فقد كان عن أبرز أساتذة مدرسة الرها وعلومها. فضلاً عن ذلك، اعتمد البحث على عدد من المصادر العربية والمترجمة، والتي يمكن الاطلاع عليها في قائمة المصادر والمراجع، ويأتي في مقدمتها كتاب لـ(نينا بيغو ليفسكيا: ثقافة السريان في القرون الوسطى، ترجمة: خلف الجراد).

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call