Abstract

بسبب الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بكوردستان فهي لم تنعم بالراحة والاستقرار على مَرِّ العصور ولكن على الرغم من كل ذلك، ففي الفترات القصيرة نسبياً التي تنعمت بها كوردستان بالراحة والاطمئنان والاستقرار السياسي، والاقتصادي، نرى بروز حواضر فيها ازدهرت، وبَزَّ أهلها غيرهم في النواحي الحياتية كافة آنذاك، لذا ارتأينا بأنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى إحدى الحواضر التي ظهرت وسبقت المحيطين بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر اقتصرنا على بلاد هكاري، واتبعنا في ذلك الطريقة الاستقرائية في البحث والتقصي عمن نحن بصدد ذكرهم ضمن بحثا هذا. وعكفنا على جمع وسرد اسماء العلماء المنسوبين إلى بلاد هكاري قدر المستطاع، مع ذكر موجز عن تاريخ حياة ومؤلفات كل واحدٍ منهم إنْ وجدت. واكتفينا هنا بالجانب الثقافي فقط، لأنه هو الذي يدل في المحصلة النهائية على مدى التقدم والازدهار، الذي تم تحقيقه في الجوانب الأخرى. وإذا لم يكن هناك استقرار سياسي وعسكري، بالتأكيد لا يكون هناك ازدهار اقتصادي ولا ثقافي، ولا عمراني، إضافة إلى الجوانب الأخرى المكملة لمسيرة الحياة الحرة الكريمة. ففي هذه الفترات والتي وإنْ كانت قصيرة نسبياً، فقد ازدهر العلم، وظهر علماء يُشار إليهم بالبنان في تلك الحواضر. وخَلَّفوا آثاراً خالدةً دُبِّجَتْ وحُرِّرَتْ بأقلامهم، فكانوا علماء دين ظهروا وبرزوا في تلك الحواضر، وتفقهوا في الدين وألفوا في مجال اختصاصاتهم، فخلدوا اسماءهم ونتاجاتهم الفكرية، وسطَّروها على صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور. ولا يفوتنا هنا الإشادة بدور المساجد والجوامع التي لم تكن هناك قرية كردية تخلو منها ولا يزال إلاّ ما قَلَّ وندر، ولم يكن أولئك العلماء خريجو الجامعات والمعاهد العالية، وإنما ظهروا وبرزوا من أروقة الجوامع والمساجد فكان لهم القدح المُعلى. وقد اقتصرت في بحثي هذا على سبيل المثال لا الحصر على العلماء المنسوبين إلى إمارة الهكارية، التي حكمت ما يقارب أربعة قرون من الزمان (334 ـ 737هـ /945ـ 1336م)، التي رفدت العالم بعلماء أعلام. ولم أتناول العلماء الذين ظهروا في حواضر ومدن هذه الإمارة، ولم يُنسبوا إليها. من أهم النتائج التي تمخض البحث عنها أُجَمِّلها فيما يلي: 1 ـ كردستان كانت ساحة تصفية الحسابات بين القوى المتصارعة، لكن بالرغم من ذلك ظهرت فيها حواضر تمتعت بنوع الاستقلال وإن كان شكليا، رفدت العالم بعلماء أعلام. 2 ـ تمكنت تلك الحواضر من احتضان العلماء الذين ذاع صيتهم وسارت بها الركبان. 3 ـ من بين تلك الحواضر اخترنا بلا هكارى على سبيل الاستشهاد لا الحصر، وركزنا على العلماء الذين انتسبوا الى هذه البلاد دون سواهم، ثم سردنا اسماءَ المنتسبين إليها، مع ذكر موجز عن تاريخ حياة ومؤلفات كل واحدٍ منهم إنْ وجدت. 4 ـ الإشادة بدور المساجد والجوامع التي لم تكن هناك قرية كردية تخلو منها ولا يزال إلاّ ما قَلَّ وندر، وخَرَّجت علماء أعلام تفقهوا في الدين وألفوا في مجال اختصاصاتهم، فخلدوا اسماءهم ونتاجاتهم الفكرية، وسطَّروها على صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور. ولم يكن أولئك العلماء خريجو الجامعات والمعاهد العالية، وإنما ظهروا وبرزوا من أروقة الجوامع والمساجد فكان لهم القدح المُعلى وقصب السبق في ذلك.

Highlights

  • During the above-mentioned short periods, science prospered and some renowned scholars appeared in those countries

  • One should mention here the role played by mosques which were present in all Kurdish villages; some rare exceptions are found nowadays

  • Those scholars were not graduates of higher institutes and universities. They emerged from these mosques and their achievements made them famous. Only those scholars who are attributed to the Emirate of Hakkari are investigated

Read more

Summary

Introduction

‫مدن وقرى كردستان‪ 411/1 ،‬ـ ‪،413‬‬ ‫(‪ )27‬أبو الطيب الفاس ي‪ ،‬ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد‪ ،393/1 ،‬والعسقاني‪ ،‬الدرر الكامنة‪ .312/1 ،‬والحنبلي‪ ،‬العكري‪ :‬شذرات‬ ‫الذهب في أخبار َمن ذهب‪ 188/6 ،‬ـ ‪ ،189‬والصويركي‪ ،‬د‪ .‬محمد علي‪ :‬معجم أعام الكرد في التاريخ السامي والعصر الحديث في‬ ‫كردستان وخارجها‪ :‬ص‪ ،63‬والسلفي‪ ،‬الدوسكي‪ ،‬عقد الجمان في تراجم العلماء والأدباء الكرد والمنسوبين إلى مدن وقرى كردستان‪،‬‬

Results
Conclusion
Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call