Abstract

تتناول الدراسة سؤال الهجنة الثقافية، نظرًا لمركزية هذا المفهوم في الدراسات الما بعد كولونيالية كنتاج حتمي لجهة طمس الهوية على تماس الحضارات بفعل المؤثر الاستعماري، بحيث تمسي هوية الكائن الهجين فضاء للتفاوض لا يتيح بالضرورة إمكانية الرجوع إلى الأصول ولا العبور المكتمل إلى مواقع الذات المتجددة. خلال مقاربة منهجية بينية لرواية الأديب السوداني الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال)، ضِمْنَ سياقها التاريخي وبآليات استقرائيَّة واستنباطيَّة وتناصِّية، حاولت الدراسة استقصاء مقاربات الناقد الهندي هومي بابا الثقافية وتشخيص فرانز فانون السيكولوجي العصابي، واستشراقية إدوارد سعيد للحالتين الكولونيالية والما بعد كولونيالية في قراءة نقدية تتجاوز قراءات الثنائيات الحضارية التضادية بين الشرق والغرب. سعى البحث لرصد مدى تماسك أو ضمور أو تحييد الثنائيات المانوية المتضادة من منظور سعيد في الرواية، وحدود الرغبة لدى الشخصيات الرئيسة في الانزياح الهوياتي لاستكشاف بعد ثالث أكثر تركيبية وعمقًا في تشخيص التجربة الاستعمارية في سياقها الشرقي المتميز حضاريًا. وخَلُصَ البحث إلى أن الشخصية الرئيسة، موضوع الهجنة الثقافية، لم تبرح شرقيتها كاملًا رغم سعيها نحو ازدواجية الانتماء. كما أنها احتفظت بوعيها باللحظة التاريخية الفارقة والحمولة الحضارية للصراع بين الغرب والشرق اللذين أطرا مسارها. كل هذا يجعل منها كائنًا هجينًا متفردًا يفلت من تصنيفات كل من هومي بابا الخلالية، تابعية سبيفاك، سيكوباتية فانون، أو تقاطبات سعيد المانوية الصلبة؛ نظرًا للهوية المستمدة من سياق حضاري عربي مختلف.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call