Abstract

يروم هذا المقالُ بسطَ الأدوات الإجرائية التي يتوسل بها الإطار النظري الموسوم بدلالة المحاكاة، الذي يتخذ من المحاكاة المجسدنة مُنطلقًا له؛ لاستكناه كيفية تشكُّل المعنى إدراكيًا وتصوريًا في ذهن مستخدِم اللغة، وهو إطار يندرج ضمن الأنموذج العرفاني المجسدن. لقد انبثقت دلالة المحاكاة كرد فعل تجاه النظريات الرمزية المجردة التي تنص على أن المحتويات القضوية لا تتأثر بالكيفيات الإدراكية والحالات الجسدية والأفعال الموقفية. وتنطلق هذه المقاربة التليدة من مجموعة من الفرضيات القائمة في مجملها على افتراض تقييد السياقات اللغوية والفيزيائية والمتغيرات الموقفية لعملية المحاكاة ومحتواها الدلالي والتصوري، وتقييد المحاكاة لفهم اللغة وإنتاجها، وغيرها من القضايا الشائكة التي باتت تقض مضجع المقاربات الرمزية غير المجسدنة. وانسجاما مع ما سطره المبحث من مبادئ وفرضيات، ظهرت مجموعة من الأبحاث المهتمة بفحص المعنى بوصفه نتاجًا تحصيليًا للمعالجة العصبية الآنية الموزعة، التي تسترجع الحالات الإدراكية والجسدية وتتعداها، متوسلةً في ذلك بالأُطر التصورية والخلفيات المعرفية والأوليات العرفانية من قبيل التخطيط والدمج والتكرار. وتؤكد هذه الأبحاث على أهمية المحاكاة الموقفية في النسق التصوري من حيث تحديد البنيات التصورية الدلالية تحديدًا تضطلع فيه الوحداتُ اللغوية بدورٍ تخطيطيٍ وسائطيٍ موازٍ، بحيث إن الكلمات والتوليفات والقرائن السياقية توجِّه المحاكاة كمًا ونوعًا من خلال تنشيط الأطر التصورية الملائمة لالتقاط التجارب الإدراكية الحسية الحركية أو الوجدانية المراد تمثيلها في مواقف معينة.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call