Abstract

تأتي الدراسات الأكاديمية ضمن إطار جهود فكرية متراكمة تعمل على مراجعة ما تم إنجازه سابقًا، والبناء عليه، والتقدم بالمعرفة الأكاديمية خطوة أخرى إلى الأمام. ولذا فإن عرض كتاب أكاديمي كهذا الكتاب يتطلب معرفة بتطور الدراسات الإسلامية في الغرب، وسياقاتها المعرفية المتعددة، وإشكالاتها الراهنة، وما تسعى هذه الدراسات للإجابة عنه. وتتبدى أهمية السياقات الفكرية من خلال كتاب الدكتور أحمد دلّال الذي صدر قبل عدة أشهر تحت عنوان: «الإسلام من غير أوروبا: تقاليد الإصلاح في الفكر الإسلامي في القرن الثامن عشر»، والذي يتقاطع مع عدد من السياقات الفكرية المختلفة. فمن ناحية يأتي الكتاب ضمن السياق الأول: الذي هو سياق الأبحاث المتزايدة التي ترفض فكرة الانحطاط والجمود في الفكر الإسلامي وتعمل على مراجعتها وتفنيد دعاويها، من خلال إظهار جوانب التجديد والأصالة في الفكر الإسلامي خلال هذه القرون التي كانت توصف بأنها عصور جمود وانحطاط. وأما السياق الثاني: فيتعلق بالدراسات الأكاديمية الغربية التي تتناول القرن الثامن عشر تحديدًا، إذ يعمل المؤلف على مراجعة وتقييم جهود العلماء السابقين الذين رفضوا فكرة الانحطاط وعملوا على إبراز جوانب الأصالة والتجديد في الفكر الإسلامي في القرن الثامن عشر، غير أنهم - كما يناقش المؤلف - وقعوا في تعميمات وأخطاء تتطلب التمحيص والمراجعة والنقد. وأما السياق الثالث: فيتعلق بدراسات ما يعرف بعصر النهضة العربية، وخاصة ما يتعلق بجانب التواصل والقطيعة في الفكر الإسلامي بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والدور الذي لعبه الاستعمار في مسألة النهضة. ونبذة سريعة حول هذه السياقات الفكرية ستسهم في تقييمٍ أفضلَ لهذا الكتاب المعروض وتحديد مكانه ضمن السياقات الفكرية المشار إليها.&nbsp

Highlights

  • ‬فيتعلق بدرا سات ما يعرف بع صر النه ضة العربية‪ ،‬وخا صة ما يتعلق بجانب التوا صل والقطيعة‬ ‫في الفكر الإ سلامي بين القرنين الثامن ع شر والتا سع ع شر‪ ،‬والدور الذي لعبه الا ستعمار في م

  • التاريخ نه ضات فكرية متنوعة في كل من ،‬إ ضافة

  • المفاهيم المختلفة التي عر ضت لفكرة الاجتهاد‪ ،‬ت ؤكد على الطابع المحلي لتلك الحركات‪ ،‬وت شكل جان ًبا‬ ‫ها ًما في نق ض دعاوى احتكار المعرفة من قبل الفقهاء‪ ،‬أو ال صوفية‪ ،‬أو الأ صوليين‪ ،‬وهذه الجواب ستتناولها الف صول التالية‪.‬‬

Read more

Summary

Introduction

‫هيمنت على الدرا سات الأكاديمية الغربية المتعلقة بالعالم الإ سلامي طوال القرن الع شرين فكرة الانحطاط‪ ،‬والتي اعتبرت‬ ‫ أن العالم الإ سلامي دخل في مرحلة من الانحطاط والجمود بعد القرن ال ساد س الهجري‪/‬الثاني ع شر الميلادي‪ ،‬وا ستمر‬ ‫هذا الانحطاط حتى ما ي سمى بع صر النه ضة في القرن التا سع ع شر‪ .‬أ سباب عدة ساهمت في ن شر هذه الفكرة‪ ،‬منها أن‬ ‫معظم النتاج الفكري الإ سلامي خلال هذه الفترة لا يزال مخطو ًطا لم يحقق أو يدر س بعد‪ .‬ومنها أن النتاج الفكري بعد‬ ‫المرحلة الكلا سيكية أخذ طابع ال شروح والحوا شي‪ ،‬وهو ما اعتبره البع ض علامة على انعدام الأ صالة والتجديد‪ ،‬وبالتالي لم‬ ‫يحظ بن صيب كا ٍف من الاهتمام الأكاديمي‪ .‬ومن الأ سباب التي ُق ِّدمت لتبرير فكرة الانحطاط أن الغزالي في نقده للفل سفة‬ ‫قد ساهم بانح سار الفكر العقلاني‪ ،‬وق ضى على الدرا سات الفل سفية في العالم الإ سلامي‪ .‬و ساهم اهتمام بع ض الباحثين‬ ‫بالجوانب ال صوفية من الفكر الإ سلامي في تر سيخ فكرة انح سار الفكر العقلاني‪ ،‬وق ّدم الفل سفة الإ سلامية على أنها مجرد‬ ‫ر ؤية دينية أو محاولة للتوفيق بين الفكر اليوناني والعقيدة الإ سلامية‪ .‬وعلى الرغم من أن المراجعات الغربية لهذه الفكرة قد‬ ‫بد أت منذ أكثر من ن صف قرن‪ ،‬إلا أن ثمارها لم تبد أ بالظهور إلا م ؤخ ًرا‪ .‬فمار شال هود سون في كتابه «تجربة الإ سلام»‬ ‫(‪ ،)The Venture of Islam‬والذي ن شر قبل أكثر من ن صف قرن‪ ،‬قال‪ :‬إن فكرة الانحطاط والجمود غير صحيحة في‬.

Results
Conclusion
Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.