Abstract

الأهداف: يهدف هذا البحث إلى تناول ظاهرة الحذف من منظور علمين مختلفين هما: البلاغة ونحو النص، بغية إبراز طريقة تناولهما لهذه الظاهرة، وتحديد منطلقات كل منهما في ذلك، مرورًا بالوسيلة وآلية المعالجة، وصولا إلى الغاية التي هدف كل منهما إلى تحقيقها. المنهجية: تعتمد الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، القائم على وصف ظاهرة الحذف كما وردت في نماذج مختارة في سورة يوسف وصفا تحليليًا من منظور البلاغيين وأدواتهم تارة، ثمَّ إعادة قراءتها في ضوء تصورات نحاة النص وأدواتهم تارة أخرى، ومن ثم الربط بين الأغراض البلاغية الجمالية، والقيمة البنائية النصية فيها. النتائج: توصل البحث إلى مجموعة من النتائج تمثلت في أن قضية الحذف عند البلاغيين تذهب أبعد من مجرد فكرة استبعاد جزء من الكلام، فإضافة إلى كونها تحقق اقتصادا لغويا، تعد ذات آثار جمالية وبلاغية، تزيد المعنى جمالا ووضوحا. أما عند النصيين فقد نظروا إليه على أنه ذو نواح اتساقية تزيد النص تماسكا وترابطا. فالحذف في البلاغة يعد أداة جمالية ورافدا مهما من روافد تذوق الكلام على مستوى الجملة الواحدة، وفي اللسانيات النصية أداة اتساقية تربط جزءا من النص بجزء ثانٍ على مستوى النص كاملا. وبهذا الفهم ينتقل التحليل من مستوى الجملة الواحدة إلى مستوى النص، وهو ما يعني أن أيا من التحليلين لا يغني عن الآخر. الخلاصة: خلص البحث إلى أن البلاغة تعد أدخل العلوم في نحو النص؛ لما بين العلمين من تشاكل وتقارب مع اختلاف طبيعة كل منهما، فالبلاغة علم جمالي ذوقي، واللسانيات النصية علم اتساقي بنائي، وهذا التوضيح يؤدي بنا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكننا الاكتفاء بالدراسات البلاغية لفهم النص، إذ لا بد من استقرائه مرة ثانية من وجهة نظر النصيين لنفهم مراميه وأغراضه.

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.