Abstract

تزخر معركة قادش بالعديد من الترتيبات العسكرية التي تعكس التطور الهائل في الاستعداد للحروب في القرن الثالث عشر قبل الميلاد؛ إذ تظهر الصور الناطقة التي تركها المصريون على بعض جدران معابدهم القدرة الهائلة على تنظيم القوات وتقسيمها والتطور الكبير الذي طال آلة الحرب، كما تسجل النصوص المصرية المصاحبة لتلك المناظر المصورة على جدران المعابد المصرية الرئيسة وبعض النصوص الحيثية التي كشف عنها في بوغاز كوي أخبار تلك المعركة التي عُدّت من أهم الحروب في العالم القديم. وتكمن أهمية الدراسة في أنها تبحث في واحدة من أهم معارك الشرق الأدنى القديم، والتي كان لنتائجها انعكاسات كبيرة على المنطقة، كما أنها أكثر معارك العصر البرونزي وفرةً في المصادر من الجانب المصري في مقابل ندرة المصادر الحيثية المتعلقة بالمعركة. ومن هنا جاءت مشكلة البحث، ففي حين تندر المصادر الحيثية المتعلقة بأحداث معركة قادش والمتاح منها يعود لأزمنة تالية للمعركة، تتوافر المصادر المصرية بدرجة كبيرة. وفي ظل عدم وجود مصادر محايدة، فإن هناك صعوبة كبيرة في التحقق من الترتيبات التي قام بها الطرفان والتأكد من ادعاء كلا الجانبين الانتصار. ويهدف البحث إلى تسليط الضوء من جديد على الترتيبات العسكرية لذلك الصراع الذي دار بين المصريين والحيثيين عند قادش والذي انتهى بعقد معاهدة سلام في عام 1270ق.م، ومحاولة التغلب على نقص المصادر الحيثية، وتجنب الوقوع فريسة لأبواق ادعاء النصر من الجانبين في ظل صمت المصادرة المحايدة، وذلك من خلال القيام بقراءة جديدة لواقع منطقة النزاع عقب الحرب من أجل الخروج بنتائج حقيقية وواقعية للمعركة. واعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي القائم على استرجاع أحداث المعركة ووصف المناظر المصور للحصول على أكبر قدر من البيانات وتحليلها للوصول إلى النتيجة المرجوة. وخرج البحث بعدة استنتاجات تتعلق بتطور الفكر العسكري في إدارة الحروب، واستعادة توازن القوى في منطقة الشرق الأدنى القديم.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call