Abstract

إن مرحلة الطفولة المبکرة الممتدة من العام الرابع من ميلاد الطفل، وهي الفترة التي يکتسب فيها الطفل المفاهيم الأساسية، إذ يکون لدى کل طفل أساس معرفي أساسه المفاهيم يزداد هذا الهيکل مع تقدم عمره، وعلى هذا تتشکل شخصية الطفل في ضوئه وتتبلور وتظهر ملامحها في مستقبل حياة الفرد، کما أن هذه المرحلة ليست مرحلة نمطية تعليمية تقوم على الحفظ والتلقين وإنما تقوم على إطلاق إبداعات الأطفال. وکما نعرف أن الطفل بطبيعته البشرية لديه ميل فطري إلى الحرکة واللعب، ويعتبر النشاط الحرکي وسيلة تساعد في عملية النمو، حيث تحقق الممارسة والتدريب الحرکي نوعا من الاتصال مع الذات والمجتمع المحيط به، وجعل الطفل يشعر بکينونته وانفجار طاقته الإبداعية والابتکارية، إلى جانب اکتساب العديد من المهارات والمفاهيم التربوية الأساسية. وتمثل المفاهيم الأدوات العقلية التي تساعدنا على مواجهة العالم المعقد المليء بالأشياء والأحداث لذا يجب تنشيطها واختصارها، إلا أن المفاهيم الرياضية الأولية معظمها مجرد مما يزيد من صعوبة استيعابها لذا فإن عملية إکسابها للطفل هدف أساسي وضعه التربويون ومصممو المناهج نصب أعينهم (عبد الحافظ سلامه، 2014: 12). ويعد الإيقاع الحرکي من ضمن الأنشطة الحرکية المحببة لدى الأطفال، کما أنها تعتبر من المداخل التدريسية الحديثة التي ظهرت في العصر الحديث وخاصة في الدول الأوروبية لما لها من تأثير إيجابي على الطفل، حيث تعتبر وسيلة تعبيرية بالأجزاء الجسمية الکبرى على إيقاع مخصص يکتسب من خلالها الطفل المهارات الحرکية الأساسية والمفاهيم الأساسية المتنوعة وخاصة المفاهيم الرياضية الأولية نظرا لأن الطفل يفتقد القدرة على التفکير المجرد لذا فهو في حاجة إلى العديد من الأنشطة المبتکرة والعديد من التجارب المعتمدة على المهام الموسيقية المصممة حتى يتسنى له إدراک الوعى المکانى والفراغ المحيط به، لذا تعتبر أنشطة الإيقاع الحرکي من أنسب الأنشطة التي تقدم للطفل لتوصيل هذه المفاهيم. وأشارت دراسة (Venetsanou,F.,& Kamba's., 2004) المقدمة في المدارس اليونانية التقليدية دور وتأثير البرامج الحرکية المرتبطة بالإيقاع في تنمية جوانب متعددة بالنسبة لطفل الروضة في هذه المرحلة العمرية، حيث أکدت نتائج الدراسة على وجود تحسن ملحوظ في کفاءة الأطفال الحرکية من خلال تقديم هذه البرامج. وأکدت (McDonel, J. S., 2013) على أن الأنشطة الموسيقية بأنماطها المتنوعة لها إيقاع إثارة خاص على الأطفال حيث قدمت لهم خبرات ومفاهيم رياضية مجردة بطرق بسيطة وسهلة استطاع الأطفال من خلالها التعبير عن المفاهيم الرياضية باستخدام أشياء محسوسة ومهارات حرکية، واتفقت معها (نيللي العطار، 2011، 178) على فکرة دمج منهج الأنشطة الموسيقية ومنهج المفاهيم الرياضية، واتخذت من الأنشطة الموسيقية مداخل محفزة تستثير لدى الطفل ممارسة المفاهيم المکانية ومنها (مدخل الإيقاع الموسيقى) لتحسين استيعاب الطفل لهذ المفاهيم. وأکد على ذلک نتائج دراسة کل من (An, S., Capraro, M. M., & Tillman, D. A., 2013)على تعزيز القدرات الرياضية لدى الأطفال من خلال تصميم وتنفيذ أنشطة موسيقية کجزء متکامل من دروس الرياضيات المعتادة. واستنادا إلى ما سبق يسعى البحث الحالي إلى الکشف عن أثر الإيقاع الحرکي کمدخل لتنمية المفاهيم المکانية لطفل الروضة من (5-6) سنوات، حيث أن استخدام الألعاب الموسيقية والقصص الحرکية سيان الغنائية أو التمثيلية المرتبطة بالإيقاع يؤدى إلى إکساب الطفل المفاهيم الرياضية المجردة والمعقدة بطريقة بسيطة وجذابة وخاصة المفاهيم المکانية ليدرک ما يدور حوله ويکون على إدراک بالوعى الجسمى المکانى الخاص به.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call

Disclaimer: All third-party content on this website/platform is and will remain the property of their respective owners and is provided on "as is" basis without any warranties, express or implied. Use of third-party content does not indicate any affiliation, sponsorship with or endorsement by them. Any references to third-party content is to identify the corresponding services and shall be considered fair use under The CopyrightLaw.