Abstract

تتناول هذه الدراسة خصائص رسم المصاحف العثمانية وأثرها في طريقة رسم المصحف الشريف في المغرب والأندلس عبر التاريخ، وكما أنها تتضمن مقارنة بين المصاحف المشرقية والمغربية في سياق رسم مصاحف الأمصار، ومسائل الإعجام وتنقيط الحروف. وجاءت الدراسة وفق المنهج التأثيلي الذي يُؤَصِّلُ للمفاهيم المتناولة تداوليًا، واتُّبع بذلك المنهج الوصفي لتناسبه مع دراسة المصادر الأساسية المُؤَسِّسة لهذا العلم، ثم المنهج الاستقرائي لمقارنة نظرية علم هجاء المصاحف ورسمها مع المصاحف المخطوطة المبكرة، ثم المنهج المقارن لبيان تأثير المصحف العثماني في رسم المصاحف المغربية والأندلسية المخطوطة منها، وجاءت هذه المنهجيات متناسبة مع موضوع البحث للوصول إلى نتائج علمية موضوعية من جهة المقابلة بين النظرية والتطبيق. وتكمن أصالة البحث في الدراسة الاستقصائية للمصاحف المغربية والأندلسية المخطوطة عبر التاريخ، وعرضها على شكل نماذج تظهر بها قواعد أصول الرسم المصحفي التي نص عليها علماء الهجاء كالداني (ت. 444/1052) وغيره من علماء الرسم، بالإضافة إلى إبراز القيمة الدينية لمصحف عثمان بن عفان وأثره في كتابة مصاحف شمال إفريقيا والأندلس. من جانب آخر تم عقد مقارنة لرسم المصاحف المشرقية والمغربية مع مقارنة كل منهما مع قواعد أصول الرسم والهجاء. تتضمن هذه الدراسة مسألة المصاحف الأندلسية والمغربية المخطوطة في القرون المبكرة بشكل أساسي، فتم التأصيل لمفهوم الخط الكوفي من ناحية تداولية، وعلاقته بالرسم المصحفي (الكوفي المصحفي) في مقدمة هذا البحث، والبحث يقوم على ثلاثة محاور رئيسية؛ كان أولها تأصيل المعنى المفاهيمي للمصاحف المغاربية والأندلسية من الناحية التاريخية، من حيث ملازمة انتشار المصاحف في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا لحركة الفتوحات والعمران والمدنية الإسلامية، وكان المحور الثاني يدور حول خصائص الكتابة المصحفية المغاربية والأندلسية والتزامهم بكتابة المصاحف على طريقة المصاحف العثمانية التي كتبت بـ"الخط اليابس" (الحجازي/الكوفي) في القرن الهجري الأول؛ مع إظهار قدرتهم على تحسينه وتطويره إلى الخط المبسوط، وتم التطرق إلى علاقة هذه المصحف بقواعد النقط والإعجام التي أسسها أبو الأسود الدؤلي (ت. 69/688) وطورها الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت. 175/791)، وتم بحثها في المصاحف المغاربية والمشرقية بشكل مقارن؛ من زاوية معرفية تأصيلية تأثيلية أشار لها علماء الهجاء كالداني، ومن زاوية كوديكولجية (الإكتناه) للمخطوطات المصحفية المبكرة والحديثة، بالإضافة إلى إبراز أهم معالم الكتابة العثمانية في المصاحف المغربية والأندلسية المخطوطة منها والمطبوعة، سواء أكان بشكل الحروف أو الكلمات. والمحور الأخير كان يدور حول مسألة المقاصد التحسينية في كتابة المصحف الشريف في المغرب والأندلس من خلال ضبط رسم الحروف والكلمات بشكل ممنهج وفق ما نصَّ عليه علماء الهجاء، إضافة إلى علاقة المدنية والحضارة بالطراز الفني في زخرفة المصاحف وتذهيبها وأسلوب وقفها. وغلب على الدراسة المنهج المقارن بين المصاحف المشرقية والمغاربية، ومن أبرز نتائج البحث أن المصاحف المغربية والأندلسية حسنت الخط "اليابس/الكوفي" في المصاحف العثمانية، وجعلته مركزًا في الكتابة، ثم طورته من اليابس إلى "اللين" لسهولة قراءته؛ مع حفاظهم على معالم الكتابة المصحفية للحروف والكلمات، وإبقائهم على صور معالم الإعجام التي نص عليها أبو الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد الفراهيدي؛ على عكس أهل المشرق الذين انتقلوا في رسم المصاحف الشريفة من الخط الكوفي المصحفي إلى الثلث والأقلام الستة.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call