Abstract

أدى التدهور البيئى والحضرى الذى شهدته معظم مدن العالم في أعقاب الثورة الصناعية وتداعياتها إلى ظهور فکر المستدامة کحل للحد من إستمرار التدهور على المستويات المختلفة بما فيها العمران، وکانت البداية عندما طرح مؤتمر البيئة والتنمية للأمم المتحدة بريو عام 1992 مصطلح المدن المستدامة أو المدن البيئية کحل للتعامل مع مشکلات البيئة الحضرية فى إطار النهج العام للتنمية المستدامة، والتي أتفق معظم الخبراء على تعريفها بأنها التنمية التى تلبى إحتياجات الحاضر دون الاخلال بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية إحتياجاتها الخاصة. وفي هذا الإطار فقد بدأ المنظرون في وضع صياغات متعددة لمفهوم ونسق المدينة البيئية المستدامة وتقديم مقترحات للنموذج الذى ينبغي أن تکون عليه وتتوافق معه (أهمها نموذج مدينة إيکوبوليس (Downton، 2009))، والتنظير للمقومات التي ينبغي إنتهاجها بالتخطيط العام لأى مدينة ليطلق عليها مصطلح ”مدينة بيئية في حين ظل هناک جدل حول الإتفاق علي ماهية الآليات والأساليب التي يمکن من خلالها تطبيق هذه النماذج النظرية بمبادئها التصميمية وترجمتها لمدن حضرية بيئية مستدامة مبنية علي أرض الواقع، خاصة بعد أن تم التخطيط والتنفيذ الفعلي لعدد من المدن البيئية حول العالم شهد کل منها تطبيق جزئي لمبادئ النموذج النظري من خلال مجموعة من الآليات التي عکست خصوصية کل تجربة، بداية من الموائمة والإختيار بين تخطيط مدن جديدة بيئية، أو تحويل المدن القائمة غير البيئية إلي مدن بيئية مستدامة، ومرورا بصياغة فلسفة التخطيط وآليات تحويل المبادئ التصميمية إلي مخططات فعلية في إطار المعطيات المحلية المميزة لکل حالة. في هذا الإطار يستهدف البحث إستخلاص أهم الآليات والأساليب التي تم إتباعها بالتجارب التطبيقية للمدن البيئية المستدامة (جديدة/ أو قائمة) للوصول بها إلي حيز التنفيذ الفعلي، مع رصد أوجه الإتفاق أو التباين في ترجمة الأطر والنماذج النظرية إلي آليات مقترحة وإظهار درجة التباين في تحديد الأهمية النسبية وأولويات تطبيق المبادئ التصميمية من تجربة إلي أخري وفقا لخصوصية کل حالة، وهذا من خلال ثلاثة محاور رئيسية، المحور الأول ويشمل الخلفية النظرية والأدبيات ويستعرض اسباب ظهور فکر التخطيط البيئي والإستدامة، والمفاهيم والمبادئ النظرية لهذا المنهج. والمحور الثانى ويشمل إستعراض نماذج من التجارب التطبيقية العربية والعالمية في مجال تخطيط المدن البيئية المستدامة حيث تم إختيار مدينة مصدر بالإمارات العربية المتحدة کنموذج للتجارب العربية، کما تم إختيار مدينة تيانجين وهي أحدي المدن البيئية بجمهورية الصين الشعبية کنموذج للتجارب العالمية. ويستعرض المحور الثالث من الدراسة البحثية دراسة تحليلية مقارنة بين التجارب العربية والعالمية والآليات والأساليب التي تم بها تطبيق الأسس والمبادئ التصميمية النظرية لتخطيط المدن البيئية المستدامة علي مستوي الممارسة الفعلية. ويستعرض البحث ختاما نتائج الدراسة البحثية ومجموعة من التوصيات العامة والتوصيات علي المستوي المحلي في هذا الشأن. The environmental and urban degradation which most of the world's cities witnessed in the wake of the industrial revolution and its repercussions led to the emergence of the thought of as a solution to prevent further deterioration at different levels, including urbanization. The beginning of this thought started when the UN Environment and Development Conference in 1992 introduced the concept of cities or ecological cities as a solution to deal with the problems of the urban environment within the framework of the general thought of ​​sustainable development, which most experts agreed to define as development that meets the needs of the present without disruption of the ability of future generations to meet their own needs. While there was still a debate about the agreement on a specific formulation of the concept of ecological city, what model should it be and consistent with it and what components should be included in the master plan of any city to be called sustainable or ecological city. In this context, the research aims to check the answer to the previous set of questions; The research will discuss this in three main axes: - The first axis: The theoretical background and literature reviews: It discusses the causes of the emergence of the thought of urban planning and sustainability, the theoretical concepts and principles of this approach, the urban dimensions in the frame of sustainability approach, the concept of urban sustainability, the urban development, the ecological cities, and the endoscopy of its planning according to the foundations and design principles presented by the theorists. 2 - The second axis: Review of the applied experiments in the planning of the ecological cities and it includes: 1) Arab Experiments: Masdar City - The United Arab Emirates. 2) Global Experiments: Ecological Cities in the People's Republic of China - Tianjin Eco City. 3 - The third axis: A comparative analytical study between local and global experiments and the mechanisms in which the theoretical design principles for the planning of environmental cities were applied.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call