Abstract

الفقه الإسلامي الذي لا ينفصل عن الحياة، ذو مبادئ تحلَّى بها فقهاؤنا الأجلاء وأثروا المكتبة الإسلامية بكتبهم القيمة. ومن أبرز موضوعات علم الفقه علم الاختلاف، وفيه كتاب مهم، هو: المسائل المختلف فيها بين أبي حنيفة والشافعي. لأبي إسحاق الشيرازي الشافعي الذي عاش في أواخر الخلافة العباسية والعهد السلجوقي، وعمل أستاذاً في مدرسة النظامية الشهيرة ببغداد لسنوات عديدة، ثم كمفتٍ لما يقرب من خمسين عامًا، والذي أثنى عليه كبار العلماء أمثال الإمام محيي الدين النووي والسمعاني والصفدي واليافعي بن خليقان والذهبي والإسنوي وغيرهم، والذي يعد من أهم أسماء المذهب الشافعي قد خدم بكتابه "النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة" الفقه الإسلامي أحسن الخدمة. وهذا الكتاب مهم من عدة نواح. أولها: كون مؤلفه الإمام أبو إسحاق الشيرازي (ت.476/1083)، الذي تتلمذ على أيدي كبار العلماء مثل القاضي أبو محمد البيضاوي وأحمد بن محمد الخوارزمي البرقاني والحسن بن أبي بكر البزاز والقاضي أبو الطيب الطبري والكرخي؛ ودرس على يديه أجلّاء منهم الخطيب البغدادي وسليمان بن خلف الباجي وأبو القاسم الخرقي. ويعتبر الشيرازي حجة في عصره ويقصده كثير من أهل العلم لطلب العلم. ثانيها: كونه كتابًا في الفقه المقارن الذي يعدُّ مُهمًّا من حيث إعطائه لنا فكرة عن تطور علم الفقه ليكون منهاجًا في مسائلنا المعاصرة. ثالثها: كون هذا المؤلَّفِ ذو قيمة كبيرة، حيث إن أحد مخطوطاته يرجع تاريخها إلى عشر سنوات قبل وفاة المؤلِّف نفسه. رابعها: احتواؤه على مسائل مهمة اختلف فيها اثنان من كبار الأئمة المجتهدين - أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومحمد بن إدريس الشافعي -. وخامسها: كون محتواه وأسلوبه وأدلته ومناهجه واستنباطاته وميزاته الأخرى ذات طبيعة يمكن أن تشكل أساسًا للقضايا الفقهية المعاصرة. وكذلك هذا الكتاب بكل هذه الميزات يحث الدارسين إلى طلب هذا العلم - علم الخلاف -. وبجانب هذه المزايا المذكورة فقد حصلنا على النسخ الأصلية، ومن ثم قمنا بتحقيقها لإخراج الكتاب وتقديمه على الوجه الأصح والأقرب إلى أصله. فهذه المقالة تتضمن التعريف بأجودِ نسخة موجودة في مكتبة أحمد الثالث بإسطنبول، والنسخة الموجودة في مكتبة بولاية بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، والنسخة الثانية التي حصلت عليها على شكل ميكروفلم من مكتبة جامعة أم القرى بمكة المكرمة. ولقد قابلنا النسخ المخطوطة وحققنا الجزء الأول من هذا الكتاب، واطلعنا على ميزاته والمآخذ عليه أثناء دراستنا في مرحلة الماجستير الحمد الله. وبخصوص هذه المقالة، فإنها تحتوي على إثبات عنوان الكتاب وصلته بالمؤلِّف، وأنه اختصر كتابه هذا في كتاب ثانٍ أسماه "النكت"، وأن بعضهم أخطأ حين اختلط عليه الأمر فظنهما كتابًا واحدًا، الأسلوب الذي اتبعه المؤلِّف والآداب المتعلقة بالمناقشات والمناظرات العلمية ونحوها، توضيح الجوانب الإيجابية والسلبية كذلك في هذا الكتاب، من بينها كون بعض عناوين المسائل التي توضح الخلاف بين المذهبين الحنفي والشافعي غيرَ متعلق بالموضع تعلقًا مباشرًا، واحتمال فهمٍ مغاير لموضوعات مختلفة، وعدم توضيح الراجح عند ذكر الأقوال والآراء في بعض المسائل، والاستدلال في بعض المسائل بالأحاديث الضعيفة. وهذه المقالة تحتوي تعريفًا بالمؤلف أبي إسحاق الشيرازي وكتابه المذكور. وهذه المقالة التي تسلط الضوء على تميز المؤلِّف والمؤلَّف تفيد أيضا في تشويق العلماء إلى هذا المصنف ومؤلفه.

Full Text
Paper version not known

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call