Abstract

يُعرف السلطانُ عبد الحميد الثاني، الذي امتدت فترة حكمه من 1876 إلى 1909، في الأدبيات بتقواه وسياسته ذات التوجه الإسلاموي، بيد أن كثيرًا من الموظفين في عهده، حتى في أوساط أقرب المقرّبين إليه، لم يكونوا شديدي التدين، وكانوا كثيرًا ما يتعدّوْن الحدودَ التي سطّرها لهم سلطانُهم. تحتوي دفاترُ سجل الأحوال على معلومات تخصّ التدابير التأديبية التي كانت تُتّخذ إزاءهم. ومن خلالها، بوسعنا أن نلاحظ أنّ العديد من الموظفين كانوا يعانون من مشاكلَ ذات صلة بالكحول. من كان يتناول المشروبات الكحولية وأين كان يتناولها ؟ كان بعض هؤلاء الشرّيبين ينحدرون من عائلات محافظة وتلقوا تعليمًا محافظًا، فمنهم من كان سليلَ أسر من العلماء والمتصوّفة ودرس في المدارس الدينية. يتطرق المقال إلى التدابير التأديبية في التنظيمات الحديثة والقوانين السارية آنذاك والمتعلقة باستهلاك موظفي الدولة الكحولَ. وعكس تيار السرديات عن "تغرّب" الموظفين العثمانيين التي تتمحور حول إسطنبول وتعطي أولوية اهتمامها للنخب العثمانية المثقفة، ستهتم هذه الدراسة بشاربي الكحول في أوساط الإدارة في أقاليم الدولة ممّن لم تكن لهم دراية باللغات الغربية ولم يكن مستوى تعليم أغلبيتهم مستوى عاليًا.

Full Text
Published version (Free)

Talk to us

Join us for a 30 min session where you can share your feedback and ask us any queries you have

Schedule a call